للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المعركة التحالفية العالمية مقدمة حقيقية للملاحم الكبرى]

الحديث السابق يبين لنا معركتين: المعركة الأولى هي: المعركة التحالفية العالمية الأوروبية الأمريكية الإسلامية، هذه المعركة التحالفية العالمية يسميها كثير من الكتاب والعلماء والمفكرين وعلماء أهل الكتاب: معركة هرمجدون، وهذه المعركة هي التي ستكون المقدمة الحقيقية للملاحم الكبرى التي سينتصر فيها المسلمون بقيادة المهدي عليه السلام.

نحن نريد أن تستبشر القلوب المريضة المتعبة المثقلة بالواقع المؤلم، وتستيقن أن الجولة المقبلة للمسلمين، وليس هذا رجماً بالغيب، ولا من باب تسكين الآلام، ولا تضميد الجراح، وليس من باب الأحلام الوردية، إن الجولة القادمة ستكون للإسلام، هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام الذي يصف المعارك والملاحم وصفاً في غاية الدقة، ليس هذا من عندنا نحن، والذي سيهيئ النصر لهذه الأمة الضعيفة المسكينة ليس قوة المسلمين بالمقارنة إلى قوة الغرب، وإنما الذي سيهيئ ذلك هو الملك جل جلاله، الذي يقول للشيء: كن فيكون.

الحرب الأولى: التحالفية العالمية الأوروبية الأمريكية الإسلامية أظن أنها واضحة الآن، ومقدماتها واضحة، فنحن والروم الآن في صلح آمن، والمعسكر الشيوعي أو المعسكر الشرقي -الصين وروسيا- قد أبرموا معاهدات جديدة ولأول مرة في التاريخ؛ ليقع ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم.

لأول مرة في إبريل عام ستة وتسعين يزور رئيس روسيا الصين، لأول مرة تحدث اتفاق وتعاهدات وتعاقدات بين روسيا والصين قبل ثلاث سنوات فقط، وأنتم تعلمون أنه في الأسبوع الماضي فقط كان وزير خارجية روسيا يزور الصين، خذ الأعجب! والآن بدأت العلاقات الروسية الأمريكية بعد الحرب الباردة تتوتر إلى أخطر درجات التوتر، ولعل وزيرة الخارجية الأمريكية -تلك العجوز الشمطاء- قد عادت من روسيا بالأمس، وهي تجر أذيال الخيبة بعد عدم اتفاق واضح بين روسيا وأمريكا في كثير من القضايا، وعلى رأس هذه القضايا قضية العراق، وقضية السلاح النووي أمور عجيبة! اختلاف وتوتر في العلاقات الروسية الأمريكية، ومعاهدات تبرم لأول مرة بين المعسكر الشرقي: روسيا والصين.

وكما أقول دائماً: إن يد الله تعمل ونحن في غفلة، لا تظنوا أن الكون هذا متروك لعباد البقر من الأمريكان أو الملاحدة الكفرة من الروس، يدبرونه كيف شاءوا، لا ورب الكعبة، ولا تظنوا أن الله غافل عما يقع في الأرض، حاشا وكلا، إن الله يسمع ويرى، وليس أحد أغير على التوحيد وأهله من الله، وليس أحد أغير على أمة محمد من الله، ولكن الأمة -كما أكرر- ليست أهلاً للنصرة، وإلا لنصرها الله جل وعلا بزلزال أو بإعصار إلخ.

كولومبيا وقع فيها زلزال قبل يومين، هزة واحدة قتلت ألف شخص! سبحان الله! يتحدث الإعلام الغربي عما يزيد عن مائة شخص سقطوا في باطن الأرض فجأة، وأصبح أسفل الأرض فوقهم، وقع هذا في أقل من مايكرو ثانية، الله عز وجل قادر على أن يدمر أهل الظلم بزلزال أو بإعصار: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة:٤ - ٨]، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:١ - ٥].

إذاً: المعركة الأولى هي: المعركة التحالفية العالمية، والتي نرى مقدماتها الآن بصورة واضحة، لا تزيد المؤمن التقي إلا يقيناً في الرب العلي، وتصديقاً للحبيب النبي صلى الله عليه وسلم.

فما يحدث الآن تطور خطير جداً، وأحداث متلاحقة بصورة غير مسبوقة! ما كنا نسمع من قبل عن مواجهة بين الصين وأمريكا أبداً، والآن نسمع، ولهجة الإعلام حادة جداً في المواجهة، حتى في إسرائيل، وأنتم تعلمون أن قادة إسرائيل كانوا يخططون لحرب، لا يأتي عام ألفين إلا وقد وقعت هذه الحرب، وأنا لا أذيع أسراراً عسكرية الآن، ولكنه كلام معلوم جداً، وما كنا نسمع عن زيادة حدة التوتر بين روسيا وأمريكا، ونراها الآن واضحة جداً، لاسيما بعد الضربة الأخيرة للعراق.

وكذلك ما كنا نسمع أبداً عن تحالف تركي إسرائيلي ثم سمعنا الآن عن تحالف تركي يهودي، ويتوجس المسلمون والعرب من هذا التحالف خيفة كما هو معلوم للجميع.

وبعدما أبادت أمريكا هيروشيما ونجازاكي، لأول مرة في التاريخ الحديث نسمع الآن عن اتفاق أمريكي ياباني، أمر عجيب جداً! وأنتم تعلمون العداء بين أمريكا وبين اليابان، ولكننا -كما يقول علماء الاستراتيجية في أمريكا وأوربا- لا ندري من ستسبق أصابعه فيضغط على زر الحرب المدمرة، والتي ستكون غالباً حرباً نووية، وستعجبون إذا قلت: إني في العشر الأواخر من رمضان كنت في أمريكا وأخبرني الإخوة هنالك عن رجل من العلماء المتخصصين ظهر على شبكة الـ ( CNN) وقال كلاماً في غاية الخطورة، أفزع أمريكا والمتابعين جميعاً، هذا الكلام أنا لا أجيد أن أنقله الآن نقلاً علمياً دقيقاً، وقد طلبت من إخواني أن يحضروه لي مكتوباً، لكنهم لم يوفقوا في ذلك، فأتيت بمقال لخص هذا الكلام الخطير في مجلة التايم الأمريكية، وهو كلام في غاية الخطورة متعلق بمسألة الكمبيوتر وعام (٢٠٠٠م)، قال: إن الكمبيوتر مبرمج إلى ما قبل عام (٢٠٠٠م)!! وأرجو ألا يفهم طالب علم من كلامي أنني أحدد زماناً لقيام هذه الحرب العالمية التحالفية النووية التي يسميها بعض العلماء بحرب هرمجدون، لا تقل: إن الشيخ قال: إن سنة (٢٠٠٠م) ستقوم الحرب، لا، لا، أنا لا أحدد زماناً، إذ لا يعلم مخلوق على وجه الأرض الزمان الذي سيكون بمثابة الإرهاصات والمقدمات لظهور المهدي، ولا حتى الساعة التي سينزل فيها المهدي، ولا متى ستقوم الساعة، إذ إن هذا كله من العلم الذي اختص به ربنا، لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل حتى المصطفى صلى الله عليه وسلم.