للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العودة إلى هذا الدين والكفر بقوانين البشر وأنظمتهم]

أولاً: يجب على المسلمين وفوراً -وأنت واحد منهم- أن يعودوا إلى الإسلام، وأن يكفروا -وأنت واحد منهم- بجميع قوانين البشر، من ديمقراطية وعلمانية وشيوعية وبعثية إلى آخر هذه القوانين الكافرة التي نحت شرع الله عز وجل، وأعلت شرع البشر على شرع الله جل وعلا، يجب على جميع المسلمين -وأنت واحد منهم- ألا تذعن لهذا القانون على قدر ما استطعت {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦].

والله أعجب لهذه العبارة التي قالها يوماً جمال الدين الأفغاني للهنود يوم أن احتلهم الإنجليز: لو أن ملايينكم طنت في آذان الإنجليز لخرقتم آذانهم، فهل صرخ كل مسلم في وجه حاكمه الذي رفض شرع الله وحكم فيه شرع البشر، هل صرخ كل مسلم في وجهه وقال: لا، إلا لشرع الله جل وعلا.

ولكننا نسمع لا أقول المسلمين، بل العلماء يقولون: نعم للرجل الذي يحكم فينا شرع الله، أي شرع يا عباد الله؟ شرع الله جل وعلا، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هل صرخت أيها المسلم في وجه حاكمك بقدر ما تملك، وبقدر ما تستطيع، لو صرخ الجميع فوصل الصوت صوتاً واحداً والله لطبق فينا شرع الله جل وعلا، ولكنه الجبن، فأنت مسئول بقدر ما تملك وبقدر ما تستطيع في موقع مسئوليتك وفي موقع عملك أن تربي الناس، وأن تربي نفسك، وأن تربي أولادك، وأن تربي بيتك على أن الذي يحكمنا قانون كافر، على أن الذي يحكمنا قانون من وضع البشر، وغاب عنا قانون الله جل وعلا وشرعه، ولا يمكن أبداً أن تكون لنا عزة وريادة وسيادة وكرامة إلا إذا كفرنا بقوانين البشر، وحكمنا فينا قوانين رب البشر جل وعلا؛ لأن بعض الناس يقولون: إذا أردنا مدنية وحضارة فلا بد أن ننحي شرع الله ونعلي شرع العبيد؛ لأنه أثبت أنه أجدى من شرع العزيز الحميد.