للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من مداخل الشيطان: الكبائر والصغائر]

إن وجد الشيطان العبد متمسكاً بالسنة ومغالياً لأهل البدع والزيغ والضلال دخل إليه من الباب الثالث وهو باب الكبائر والعياذ بالله! فإن عجز الشيطان عن العبد أن يوقعه في كبيرة من الكبائر دخل إليه من الباب الذي وقع فيه كثير منا -وأسأل الله أن يحفظنا- باب صغائر الذنوب، يقول له: هذه ليست مهمة, هذه صغيرة، وهكذا، ماذا تعني اللحية! ماذا يعني كذا، ماذا يعني كذا، يبدأ الشيطان يدخل على القلب فيضيع العبد السنن أو يستهين العبد بصغائر الذنوب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا اجتمعت صغائر الذنوب على العبد أهلكته) من أراد منكم أن يشعل ناراً هل يأتي بكوم رهيب من الحطب في المرة الأولى؟ كلا، وإنما يأتي بحزمة إلى جوار حزمة إلى جوار حزمة حتى يجتمع عنده كوم رهيب من الحطب، كذلك صغائر الذنوب ذنب صغير فذنب صغير، استهانة بالسنة، ثم استهانة بالنوافل، استهانة بصغائر الذنوب، حتى يجتمع كل ذلك على القلب فيتكون على القلب الران، فتحجبه عن رحمة الواحد الديان: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:١٤ - ١٥].

فإذا عجز الشيطان عن ذلك، زين له بعد ذلك ترك النوافل وفضائل الأعمال.

هكذا الشيطان معك في كل طريق واقف لك بالمرصاد إذا ما كان طريقك في طاعةٍ، صدك عن هذه الطاعة وزين لك المعصية.