للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجبنا ودورنا نحو الإسلام]

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد بارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو: ما واجبنا؟ وما دورنا؟ وأنا لا أملّ من تكرار هذا أبداً، فيجب علينا أن نعلم يقيناً أننا لن نعيد الإسلام بالخطب والمواعظ فحسب، وإنما نريد أن نرى النموذج الإسلامي الفريد.

يقول أحدهم: لقد دخلت في الإسلام، وأردت أن أرى الإسلام بين أهله وأصحابه من المسلمين، فأتيت لحج بيت الله الحرام، ورأيت الصورة مقلوبة تماماً، يقول: فحمدت الله عز وجل الذي عرفني بالإسلام قبل أن يعرفني بالمسلمين!! الواقع أليم أيها الأحبة! لا ينبغي أن ننكره، فإن تشخيص الداء هي الخطوة الأولى لتحديد الدواء، ولا يمكن لطبيب أن يصرف لك دواءً إلا إذا شخص داءك، فتشخيص الداء خطوة أولى على الطريق الصحيح لتحديد الدواء، فإن واقع الأمة لا ينكر، فيجب علينا أيها الأحبة! أن يسأل كل واحد منا نفسه: مالذي قدمه لدين الله؟ وما الذي قدمه لدين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلنا مسئول عن هذا الدين، وهؤلاء من الذي سيقيم عليهم الحجة؟ بل إن شئت فقل: من الذي سيقيم الحجة على المسلمين الغثاء أولاً؛ ليحول المسلمون الإسلام في حياتهم إلى منهج حياة، ثم لينطلق المسلمون بهذه الأمانة العظيمة، وبهذا العبء الثقيل بحمل الدعوة إلى الله ليقيموا حجة الله على هذه الأمم والشعوب؟ ورب الكعبة! إننا مسئولون بين يدي الله، فإن وقف هؤلاء يوم القيامة وقالوا: ما سمعنا عن الإسلام، فماذا سيكون جوابنا أيها المسلمون؟ فلابد أن نقيم الحجة على خلق الله، إننا أمة مأمورة بحفظ الأمانة، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)، والحديث في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود.

فلابد أن نحمل هذه الأمانه، فوالله لا فكاك لنا من عذاب الله إلا إن حملنا هذه الأمانة العظيمة، -أمانة الدعوة- وتحركنا بها بين المسلمين ابتداءً؛ ليحول المسلمون الإسلام في حياتهم إلى واقع يسمع ويرى، ثم ليتحرك المسلمون بعد ذلك إلى هذه الأمم الكافرة؛ ليقيموا حجة الله عز وجل عليهم، قال عز وجل: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:١٥].