للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تشويه الإعلام الغربي لصورة الإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين]

أحبتي الكرام: إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض، والأيام دول كما قال ربنا جل وعلا: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:١٤٠]، ولا شك أن الدولة الآن للغرب الذي كسب الجولة الأخيرة وهزم الأمة المسلمة عسكرياً واقتصادياً وأمنياً ونفسياً، وذلك بعد أن تخلت الأمة عن أسباب النصر، بانحرافها عن منهج ربها ونبيها صلى الله عليه وسلم، مصداقاً لقول الله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:١١] وذهب الغرب المنتصر -أيها الأحبة الكرام- يسوم الأمة المهزومة سوء العذاب، ويمارس عليها كل أشكال الإرهاب الفكري والنفسي والعلمي والعسكري.

ففي الوقت الذي يمارس فيه الإعلام الغربي عامة والأمريكي خاصة لوناً قذراً من ألوان الإرهاب الفكري، بوسم الإسلام والمسلمين بالإرهاب والتطرف والوحشية، والبربرية والجمود والرجعية، والتخلف والتأخر إلى آخر هذه التهم المعلبة الجاهزة التي لم تعد تنطلي إلى على السفلة والرعاع؛ أقول: في الوقت الذي يمارس فيه الإعلام الغربي هذا اللون القذر من ألوان الإرهاب الفكري، شاء الله جل وعلا أن تسقط ورقة السوء، وأن تتمزق خيوط العنكبوت التي طالما وارى بها النظام الغربي والأمريكي عوراته الغليظة، سقطت ورقة التوت، وتمزقت خيوط العنكبوت يوم أن قرر داعر البيت الأبيض بل كلنتون -الذي شاء الله أن يفضحه على رءوس الأشهاد ليغطي على أنباء فضيحته في أنحاء الدنيا- ضرب السودان وأفغانستان، لماذا؟ بحجة محاربة الإرهاب، إنا لله وإنا إليه راجعون، والذي فعلته زعيمة العالم في الإرهاب أمريكا ليس من الإرهاب في شيء، فـ: قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر ويقطع الإرسال الإعلامي العالمي ليخرج علينا إرهابي البيت الأبيض، ليزف إلى العالم الغربي والعربي والإسلامي المهزوم نبأ الغارات الجوية على السودان وأفغانستان، بنفس الطريقة التي خرج بها على العالم من قبله سلفه جورج بوش ليزف للعالم نبأ فتح العراق، وبنفس الطريقة التي خرج بها سلفهما ريجن ليزف للعالم نبأ الغارات الجوية على ليبيا.

مسلسل متكرر، مسلسل متصل والضحايا من الموحدين لله جل وعلا، من المسلمين الذين أصبحت دماؤهم أرخص دماء على وجه الأرض ولا حول ولا قوة إلا بالله! يضرب السودان ذلكم البلد الإسلامي الوديع الآمن، وجريمته أنه قال لشرع الله: على العين والرأس سمعنا وأطعنا، جريمة السودان أنه أعلن تطبيق شرع الله، جريمة السودان أنه رفض الهيمنة الأمريكية، ورفض أن يذوب في السياسة الغربية الأمريكية وقال لشرع الله: سمعاً وطاعة، وقال للنظام الشرقي الملحد وللقانون الغربي الكافر: لا لا، وردد مع المؤمنين الأولين: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

يفرض الحصار الاقتصادي على السودان، بل وحاول الغرب وعلى رأسه أمريكا أن يدخل مصر والسودان في صراع دموي قاتل لصالح العالم الغربي والأمريكي، ولكن الله سلم، وتعاملت مصر -وأسأل الله أن يحفظها بحفظه- مع الكيد الغربي الشيطاني بغاية الحكمة والذكاء.

ويضرب أفغانستان ذلكم البلد الإسلامي الشامخ الذي مرغ أنف الدب الروسي الغبي في التراب والطين، يوم أن رفع أبناؤه راية الجهاد في سبيل الله، فلما تخلوا عن راية الجهاد في سبيل الله وقع ما نعلمه فيما بينهم، وهذه سنة ربانية لا تتبدل ولا تتغير، ليعلم الجميع أن الله لن ينصر إلا من نصر دينه، فإن نصبت نفسك وحرصت على كرسي زائل ومنصب فانٍ وكل الله الجميع إلى بعضهم البعض، فلولا أن أهل أفغانستان رفعوا راية الجهاد في سبيل الله جل وعلا لما وضعوا أنف الدب الروسي الغبي الوقح في الوحل والطين والتراب.