للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مراعاة أدب الخلاف]

ثانياً: مراعاة أدب الخلاف.

الخلاف له أدب وفقه، فلا ينبغي أن يسفه بعضنا بعضاً، وأن يذبح بعضنا بعضاً على شبكات الإنترنت عبر هذه المواقع الكثيرة الخطيرة، وإنما إن اختلفنا فليطرح الخلاف في بوتقة فقه الخلاف.

يا أخي! اطرح أدلتك وأنا أطرح أدلتي، وليظلل أدلتي وأدلتك أدب الخلاف وفقه الخلاف.

قال ابن تيمية رحمه الله: الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة.

فخالفني وأنا أخالفك في عشرات المسائل وفي مئات المسائل ولا حرج ما دمت تطرح أدلة وأنا أطرح أدلة، لكن الخلاف الواقع بيني وبينك بسبب خلافنا في فهم الدليل، وقد وقع ذلك بين أصحاب النبي الجليل صلى الله عليه وسلم، اختلف الصحابة لاختلافهم في فهم الدليل أو بسبب عدم بلوغ الدليل، وهذا الاختلاف أمر وارد واقع، ولو فتشت في كتب الفقه في مجلداتها الضخمة لوجدت جل مسائلها -من مسائل الخلاف- من مسائل الأحكام، فلنراع فقه الخلاف وأدب الخلاف.