للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تزايد انتشار الإسلام في دول الغرب]

أيها الأحبة: تدبروا معي هذا الكلام العجيب: النسخ المترجمة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية لم تعد نسخة واحدة في السوق بعد هذه الأحداث، وكذا نسخ القرآن المترجم بالإنجليزية في أمريكا، بل لقد اتصل أحد إخواننا بالأمس على أحد إخواننا، وأخبر بأن التجارة الرابحة الرائجة الآن في أوروبا هي تجارة الكتاب الإسلامي، فالكل يتطلع للإسلام، وأنا أقسم الأوروبيين الآن في تطلعهم إلى الإسلام، وهمهم للتعرف عليه إلى فريقين: الفريق الأول: فريق أقبل على القراءة عن الإسلام، والتعرف عليه من خلال حبه للقوة، فالأوروبي مفتون بالقوة، ويعتز بالقوة ويحترم الأقوياء، ففريق من الأوروبيين أقبل ليتعرف على الإسلام من خلال ما دسته في قلبه وعقله وسائل الإعلام الأوروبية من أن الذين قاموا بالتفجيرات الأمريكية هم المسلمون، فأقبل فريق كبير جداً من الأوروبيين يقرءون عن المسلمين وعن الإسلام، وعن تلك القوة الخارقة التي فعلت ما لا يصدقه عقل زعيم في الغرب أو في الشرق، فأقبل فريق منهم بروح الفتنة والافتتان بقوة المسلمين.

سبحان ربي العظيم! وصدق النبي إذ يقول: (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)، والحديث رواه الطبراني بسند حسن.

يصرح فاجر بتصريح فيخدم بهذا التصريح هذا الدين!! والفريق الآخر: أقبل على القراءة للتعرف على الإسلام من خلال تصريحات زعماء العالم وذهابهم إلى المساجد والمراكز الإسلامية، فهناك من الأوروبيين -كما رأيت بنفسي أنا- من كان لا يعرف شيئاً على الإطلاق عن دين يسمى الإسلام، فلا يوجد الآن رجل أو امرأة أو صبي إلا وهو يعرف الإسلام، وقد أقام الله بهذه الأحداث الحجة على أهل الأرض، فسبحان ربي العظيم! لو اجتمعت الأمة بكل طاقتها الإعلامية لتعلم أو لتخبر العالم عن سماحة الإسلام ما فعلت مثلما فعل زعماء الغرب، وإن قالت ألسنتهم وكذبت قلوبهم، المهم أنهم قد صرحوا.

تصوروا معي ما نشرته مجلة التايم الأمريكية، ومجلة صنداي تلجراف البريطانية، ومجلة لودين الفرنسية، وقد ذكرت هذا، وأكرره لأختم به اللقاء، ولنعلم أن النبوءة النبوية يهيئ الله الكون لها الآن.

تقول مجلة التايم الأمريكية -وتدبروا هذه الكلمات، فلقد استعرت عنوان العنصر الأخير منها- وهي مجلة أمريكية مشهورة، تقول بالحرف في شبه ترجمة حرفية: وستشرق شمس الإسلام من جديد -اللهم عجل بإشراقها يا رب- ولكنها في هذه المرة تعكس كل حقائق الجغرافيا؛ لأنها لا تشرق من المشرق وإنما تشرق من الغرب من قلب أوروبا، تلك القارة العجوز التي بدأت المآذن فيها تزاحم أبراج الكنائس، وإن صوت الأذان كل يوم في قلب أوروبا خمس مرات خير شاهد على أن الإسلام يكسب كل يوم أرضاً أوروبية جديدة.

جريدة صندي تلجراف تقول: إن انتشار الإسلام في القرن المنصرم وأوائل القرن الحالي ليس له من سبب مباشر، إلا أن سكان العالم من غير المسلمين بدءوا يتطلعون إلى الإسلام، وبدءوا يعلمون يقيناً أن الإسلام هو الدين الوحيد الأسمى الذي يمكن أن يتبع، وهو الدين الوحيد القادر على حل كل مشاكل البشرية.

ومجلة لودين الفرنسية تقول في تقرير لعلماء استراتيجيين من العسكريين: مستقبل نظام العالم سيكون دينياً.

وهذه حقيقة وسأفرد إن شاء الله تعالى محاضرة كاملة لما يسمونه بمعركة هرمجدون، هذا اليوم الذي اقترب والذي تكلمت عنه كل كتبهم، وهو موجود عندنا أيضاً بمعان أخر، وسأفصل ذلك تفصيلاً، وأذكر كلمات لزعمائهم القدامى والمعاصرين إلى رونالد ريجن فهم يقولون: مستقبل نظام العالم سيكون دينياً، والنظام الإسلامي سيسود على الرغم من ضعفه الحالي؛ لأنه الدين الوحيد الذي يمتلك قوة شمولية هائلة.

أولم أقل: وستشرق شمس الإسلام من جديد؟ وعد الله ووعد رسول الله، وما علينا إلا أن نرتقي إلى مستوى هذا الدين.