للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رخص الصيام وآدابه]

رابعاً: رخص الصيام وآدابه.

هناك رخص عديدة امتن الله جل وعلا بها على العباد؛ رفعاً للحرج ودفعاً للمشقة، منها: ١ - أنه يجوز للصائم المريض أن يفطر في نهار رمضان، وكذا للمسافر الذي يشق عليه الصوم لقوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:١٨٥].

٢ - ومن الرخص أيضاً: أنه يجوز للصائم استخدام السواك في كل وقت: قبل الزوال وبعد الزوال، هذا هو القول الراجح والصحيح من أقوال أهل العلم، أما قول بعض أهل العلم بعدم جواز استخدام السواك للصائم بعد الزوال فلا دليل عليه، أما حديث علي المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي) رواه البيهقي والدارقطني، فهو حديث ضعيف جداً لا يحتج به.

فالسواك مشروع للصائم في كل وقت من نهار رمضان.

أما احتجاج بعضهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) فمن المعلوم لكل أحد أن رائحة الخلوف إنما تنبع من الجوف والبطن لا من الفم، فالسواك جائز للصائم في كل وقت من نهار رمضان، لاسيما في الأوقات الستة التي ورد النص بذكرها وتحديدها، وهي: عند الصلاة، والوضوء، وعند الاستيقاظ من النوم، ودخول المنزل، وعند قراءة القرآن، وعند تغير رائحة الفم.

هذه هي المواضع الستة التي ورد النص الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يستاك فيها.

٣ - ومن رخص الصيام: أنه يجوز للصائم أن يغتسل بالماء البارد؛ ليذهب عن نفسه حدة الحر أو حدة العطش؛ لما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مالك وأبو داود أنه صلى الله عليه وسلم (كان يصب الماء على رأسه وهو صائم من الحر أو من العطش).

٤ - ومن رخص الصيام أيضاً: أنه يجوز للصائم -إن احتاج- أن يضع دواء كالقطرة -مثلاً- في أذنه أو في عينه في نهار رمضان، فلا حرج عليه على الإطلاق، حتى ولو وجد طعم القطرة في حلقه؛ لأن هذا الدواء ليس بأكل ولا بشرب، ولا في معنى الأكل والشرب.

٥ - ومن رخص الصيام أيضاً: أنه يجوز للصائم الذي أصيب بمرض الربو أن يستخدم البخاخ في حالة أزمة تنفسه، وليتم صومه ولا حرج عليه ولا إثم؛ لأن هذا البخاخ ليس بطعام ولا شراب، ولا في معنى الطعام والشراب.

الحمد لله على تيسيره وفضله وامتنانه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:٧٨].