للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سوء الخلق في التعامل مع الناس]

أيضاً من الأخطاء التي يقع فيها بعض أحبابنا الصائمين: أننا نرى من الصائمين من يخرج عن حدود اللياقة، فتراه في نهار رمضان فظاً غليظاً سيء الخلق، سيء التعامل مع الآخرين من الموظفين أو من الجمهور، فإذا كان مسئولاً وقيل له: لماذا تتصرف هكذا؟! يقول: إني صائم! سبحان الله العظيم! وهل الصوم يحضك على الفظاظة؟! وهل الصوم يأمرك بالقسوة والغلظة؟! وهل الصوم يعلمك سوء التعامل مع الآخرين؟! كلا.

إن الصيام مدرسة عظيمة للتربية على كل فضيلة، وعلى كل خلق، ويجب أن تكون دائماً وأبداً ذاكراً لأمر وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والصيام جنة) أي: وقاية تقي الإنسان من كل شيء، من عذاب الله جل وعلا، بل ومن كل رذيلة في الدنيا: (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم) متفق عليه، تذكر أنك صائم، ولا تحتج بالصيام على هذه الأفعال والأقوال النابية، وعلى هذه الأصوات العالية، وعلى هذه القسوة والفظاظة والغلظة، بل يجب أن يكون العكس، فإن الصيام يربي على الخلق والأدب، وعلى التواضع واللين والرحمة، وعلى كل فضيلة من فضائل الأخلاق.