للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعوة إلى تأمل كلام الله]

استمعوا إلى الله أيها المسئولون، استمعوا إلى الله أيها المسلمون، ماذا يقول ربكم؟ ماذا يقول خالقكم؟ ماذا يقول رازقكم؟ يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:١٨].

الذي أنزل الماء هو الله، وصاحب الماء هو الله، بالله عليكم لقد وصل الشرق والغرب إلى أعلى درجات الترقي والتطور والحضارة، فهل سمعنا أن هناك قوةٌ شرقية، أو قوةٌ غربية تجرؤ على أن تدعي أنها تستطيع أن تصنع ذرة واحدةً من الماء، هل تستطيع قوة على تصنيع ذرة من ذرات الماء؟! أبداً.

إذاً: المالك الحقيقي، والصانع الحقيقي لسبب الحياة الأول والأخير في هذه الحياة: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:٣٠] سبب هذا المصدر، ومسبب هذا المصدر هو من بيده الأمر كله، هو الله جل جلاله: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ} [المؤمنون:١٨] اسمعوا أيها المسئولون! اسمعوا أيها المسلمون: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:١٨] سبحانك يا رب.

يا من تقرءون القرآن ليل نهار، يا من تعقدون السرادقات، وتجلسون لسماع القرآن أين أنتم من كلام الله؟! {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ} [المؤمنون:١٨] بقدرٍ معلوم، بقدر حاجتهم للماء، وبقدر طاعتهم، وبقدر قربهم، وبقدر شكرهم، وبقدر حربهم على منهج ربهم.

{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون:١٨] جعلناه في الأنهار، جعلناه في العيون، جعلناه في الينابيع، جعلناه في الأرض لتنتفعوا به، لتسقوا النبات، ولتسقوا الحيوانات، ولتشربوا عذباً فراتاً زلالاً.

{وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:١٨] أي: على ذهاب بهذا الماء لقادرون: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل:٤٠].

إذاً: الذي ينزل الماء هو الله، والذي يرفع الماء هو الله، والذي يحول بين الناس هو الله: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:١٨].

واستمعوا إلى الله جل وعلا وهو يقول في سورة الحجر: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر:٢٢].

انتبهوا للقرآن، بلغوا هذا الكلام لكل مسئول، أسمعوا هذا الكلام لكل مسئولٍ عن هذا البلد: {وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر:٢٢] مهما بنيتم من سدٍ عالٍ، أو سدٍ منخفض، ابنوا ما شئتم من السدود، وابنوا ما شئتم من الحصون، ما أنتم له بخازنين إلا برحمتنا، ما أنتم له بخازنين إلا بأمرنا، ما أنتم له بخازنين إلا بقدرتنا، ما أنتم له بخازنين إلا بلطفنا: {وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر:٢٢] انتبهوا للقرآن، انتبهوا لكلام ربكم: {وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر:٢٢] إلا بأمر الله وإلا بإدارة الله وإلا بقدر الله جل وعلا.