للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أتعجبون من هذا البلاء؟!]

هذا هو كلام الله! هذا هو كلام ربكم أيها المسئولون! فهل تثقون في كلام الله؟! هل تثقون في أن الذي ينزل الماء من السماء هو الله؟! هل تثقون بأن الذي يستطيع أن يخرجنا من هذه الأزمة هو الله؟! إن كان الأمر كذلك فلم تخدعون الناس وتخدعون أنفسكم، إن كان الأمر كذلك فلم تحاربون الله ليل نهار؟! في بلادنا تصنع الخمور! في بلادنا تشرب الخمر! في بلادنا شبكاتٌ للدعارة والزنا! في بلادنا أبيح الربا! في بلادنا إعلامٌ عنيد يدمر الأخلاق والقيم! في بلادنا كل شيء، كل شيء يغضب الله، كل شيء أعلنا فيه الحرب على الله.

في بلادنا غناءٌ ماجن ورقصٌ فاحش، ولا يتورعون على أن نقرأ على صفحات الجرائد ليل نهار إعلانات في الصفحات الأولى، إعلانات عارية على الصفحات الأولى من الجرائد، إعلانات عن ماذا؟ عن الكباريهات، والكازنوهات، مع سلطانة الرقص الشرقي، مع ملكة الرقص الشرقي، بدون حياء وبدون خجل، تنتظرون ماذا؟! ماذا تريدون بعد ذلك؟! ماذا تريدون بعد هذه الحرب الشعواء التي شنها الناس على الله؟! ماذا تنتظرون؟! أتعجبون من هذا القحط الذي نعيش فيه؟! أتعجبون من هذا البلاء الذي نعيش فيه؟! أتعجبون من هذا الضيق الذي نعيش فيه؟! إن الله عنده أكثر من هذا البلاء، وأكثر من هذا الضيق، وأكثر من هذا القحط إن لم نرجع إلى الله، وإن لم نصطلح مع الله، وإن لم نعرف قدرتنا: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:٢٧٩] ولن تستطيع قوةٌ على ظهر الأرض أن تتحمل حرب الله، وأن تتحمل حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيها المسئولون! أيها المسلمون! إن أردتم أن نخرج من هذه الأزمة لا نقص في المياه، ولا نقص في الكهرباء، ولا نقص في الأموال، ولا نقص في الثمرات، فعودوا إلى رب الأرض والسماوات.

هذا هو الداء وذاك هو الدواء، إن أردتم أن نخرج من هذه الأزمة فأعلنوا في الناس أن الصلح مع الله قد آن، أما آن لنا بعد كل هذا أن نرجع، ماذا ننتظر؟! ماذا ننتظر بعد كل هذا الهم والغم؟! أما آن لنا أن نفيق، أما آن لنا أن نصطلح مع الله، إذا أردتم ذلك فامنعوا الخمور، إذا أردتم ذلك فأغلقوا الكباريهات، إذا أردتم ذلك فنظفوا الإعلام، إذا أردتم ذلك فعودوا إلى الله وامنعوا هذه الإباحية، وامنعوا هذا السفور، وهذه العربدة تحت ستار التطور والتحرر والمدنية، إن أردتم ذلك فحاربوا وأمسكوا على أيدي مافيا المخدرات الذين يريدون لعقول وشباب المسلمين التحطيم والتدمير، وأنتم تعلمون أنهم من علية القوم وسادة الناس، إذا أردتم ذلك فهيا أعلنوا الصلح كله مع الله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة:٨٥]؟! لابد أن ننظف أنفسنا، ولابد أن ننظف أحكامنا، ولابد أن نرجع إلى ربنا إذا أردنا أن نخرج من هذا البلاء، إذا أردنا أن نخرج من هذا الضيق، إذا أردنا أن نخرج من هذا الشقاء، أفلا تثقون بالله؟!