للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى قوله تعالى: (فحملته) عند النصارى]

ماذا قال النصارى في حمل مريم؟ وماذا قال الموحدون في حمل مريم؟! قال النصارى عن معنى كلمة: (فحملت) واستمعوا إلى هذا الهراء، والافتراء، والكذب، ماذا قال النصارى عن معنى: (فحملت)؟! ماذا قالت أناجيل النصارى: برنابا، ومتى، مرقص، قالت أناجيل النصارى في حمل مريم بالإجماع: أي حملت بالإله؛ لأن اليعقوبية والنسطورية تقولان -وهاتان طائفتان من طوائف النصارى، كطوائف البروتستانت والأرثوذكس اليوم- بأن أم مريم هي زوجة الرب الإله، ولما أراد الإله أن يتجسد في الناسوت - لأنني قلتُ لكم بأنهم يقولون بأن الإله لاهوتاً وناسوتاً في آنٍ واحد- نزل إلى مريم، -استمع إلى هذه الألفاظ- نزل رب السماوات والأرض من على كرسيه وعرشه -هكذا قالوا- ودخل في فرج مريم، والتحم الإله ببطن مريم، وأقام هناك تسعة أشهر كاملة يتخبط بين اللحم والدم والحيض ثم خرج بعد ذلك لاهوتاً من جنس أبيه، وناسوتاً من جنس أمه، ثم بعد ذلك عاش ما قدر لنفسه أن يعيش، ثم صلبه اليهود وقتلوه، ودفن في قبره ثلاثة أيام ثم ترك الإله القبر، وصعد ليجلس عن يمين أبيه، وتجلس أمه عن يسار الرب ليحكم بين الناس يوم القيامة! هذا ما قاله النصارى، وهذا هو افتراء النصارى!!