للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمانة الدعوة إلى الله]

وأخيراً: أمانة الدعوة إلى الله، أنت أيتها المرأة! حاملة رسالة وأمانة، النساء داخلات مع الذكور في وجوب تبليغ الدعوة: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران:١٠٤] رجالاً ونساءً فالخطاب عام: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:٧١] مريم بنت عمران قامت بالأمانة، صدقت بكلمات ربها وكتبه، آسية امرأة فرعون قامت بأمانة الدعوة، دعت زوجها إلى الله وصبرت على الأذى حتى الموت.

المرأة المسلمة داخلة ومخاطبة بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:٣٣].

المرأة لها نصيب من قوله صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه) المرأة داخلة في حديثه صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها) كم حديث حفظت وأديت إلى الناس؟ يقول: (نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها) كم حديث يا أيتها المرأة حفظت؟ فأنت عليك تكليف: (نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها) كم أديتِ؟ قلن قولاً معروفاً، الدعوة في صفوف النساء من القيام بالأمانة، بيان الأحكام التي تختص بالنساء كأحكام الدماء الطبيعية مثلاً، دعوة الرجال من الأزواج والمحارم عليك أمانة، تعليم بنات جنسك أمانة، خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: (والله ما مثلك -يا أبا طلحة - يرد، ولكنك رجل كافر -انظري إلى القيام بأمانة الدعوة- لكنك رجل كافر وأنا مسلمة ولا يحل لي أن أتزوجك حتى تسلم، فذلك مهري وما أسألك غيره، فأسلم فكان ذلك مهرها، قال ثابت: فما سمعت بامرأةٍ قط كانت أكرم مهراً من أم سليم، مهرها الإسلام) ما طلبت أساور ولا خواتم ولا أحزمة ذهب ولا معضدة فلان، ودمعة فلان وخزام فلان، عن معاذة قالت: [سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية ولكني أسأل.

قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة].

عليك بأمانة في الدعوة إلى الله؛ لأن المرأة أقدر من الرجل على البيان والتبليغ في المجتمعات النسائية، المرأة قدوة متنقلة بين النساء، والرجل لا يمكن أن يتنقل بين النساء، المرأة إذا أمرت أختها بشيء فإنها تراعي حال المرأة لأنها امرأة مثلها.

المرأة التي تعيش في مجتمع النساء تعرف الأولويات ومع توجيه الرجال يتم النجاح.

المرأة تلاحظ الأخطار في واقع النساء، ولا يستطيع الرجل أن يلاحظ.

المرأة قادرة على التنبيه المباشر والرجل لا يستطيع أن يمسك المرأة ويكلمها مباشرة إلا إذا كانت من المحارم أو شيئاً بسيطاً.

المرأة عندها قدرة لإنكار المنكر، ونحن الرجال لا ندري عما يحصل في واقع النساء من المنكرات إلا إذا وصلنا من النساء، أنا إمام في المسجد لا أدري ما يحدث في مصلى النساء، لولا امرأة تخبرني أن بعض النساء يضعن عطورات، وبعضهن لا يكملن الصف، وتقف واحدة بينها وبين الأخرى متر، وهذه تأتي برائحة الطبيخ، وحفائظ الأطفال في المسجد، وبخور وطيب، والله ما أدري حتى يأتي الخبر من النساء فيتولى الرجل التنبيه، أنا المحاضر من وراء حجاب وجدران لا أعلم عن منكرات بنات الكلية، وما يدريني ما يفعلن حتى تأتي رسالة أو سؤال تقول: إن النساء بدأن في وضع علامة كرستيان ديور ( HRISTI

الجواب

N DU

الجواب

R) ويخيطنها على الملابس، CHRISTI

الجواب

N تعني: نصراني.

المرأة يمكن أن تخلو بالمرأة فتنصحها، لكن الرجل لا يمكن أن يخلو بالمرأة فينصحها.

صد تيارات العلمنة من النساء بشكل جماعي فصد تيار نزع الحجاب وقيادة السيارات وحرية الصداقات إلخ له معنى معين إذا جاء من النساء.

فإذاً عليك أمانة في الدعوة إلى الله، كلمة تعدينها فتلقينها، تأني وتذكير واختيار ألفاظ ونقل كلام العلماء والدقة في النقل وصحة الأحاديث وجودة الإلقاء هذه أمانة.

الكتابة والنصيحة والمراسلة هذه أمانة، إذا صرت مُدرِّسة فذلك مجال عظيم في الدعوة إلى الله هذه أمانة، تحفيظ القرآن ومشاركتك في تعليم النساء كيفية التلاوة أمانة، عقد الندوات أمانة.

فإذاً المرأة المسلمة عليها أمانة عظيمة في مجال الدعوة إلى الله بين بنات جنسها بالذات: (({فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ} [الأحزاب:٧٢] الرجال والنساء: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب:٧٢].

أيتها المرأة المسلمة: هذه طائفة من الأمانات الملقاة على عاتقك فهل قمت بالأمانة؟ وإذا أردتِ أن أقول لك ختاماً شيئاً عن أمانة المشاعر والأحاسيس فأقول لك كلمة مختصرة؛ لأن هناك أسئلة عن الموضوع: أمانة المشاعر والأحاسيس هذه أمانة، الحب في الله أمانة البغض في الله أمانة بغض أهل الكفر والإلحاد والعلمنة وبغض الفاسق على حسب فسقه أمانة بغض أهل البدع على حسب بدعهم إن كانت مكفرة أو مفسقة أمانة بغض الراقصات والممثلات والمغنيات والفاجرات هذه أمانة محبة العلماء وأولياء الله والصالحات الداعيات القانتات العالمات أمانة، ثم الأخوة في الله والحب في الله أمانة، فلا تعبثي بها ولا تخلطي الحب في الله بالعواطف الجياشة والتعلق المذموم والعشق الإجرامي الذي يوصل إلى الشرك بالله، وإلى اتباع قولها دون الله، وإلى التفكير بها كل وقت وحين، وإلى كتابة الخطابات التي أشبه ما تكون بألفاظها الغرامية، هذه كلها من العبث بأمانة المشاعر والأحاسيس التي صانها الإسلام، أن تعكف واحدة على واحدة فقط دون باقي أخواتها في الله هذا شيء مشبوه، وأن تكون الحركات مريبة هذا أمر مشبوه، وأن تكون الألفاظ مشبوهة هذه خيانة للأمانة.

إذاً أمانة المشاعر والأحاسيس لا تخلطيها وتشوبيها بما يريب، وبما يغضب الله وبما يوصل إلى التعلق المذموم، وإلى عشق يفسد القلب ويزيل محبة الله.

هذا ما أردت أن أقوله لكِ، وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد والإخلاص وحسن النية وحسن الختام، أسأل الله أن يجعلنا في قبورنا آمنين مطمئنين، ويوم الفزع ويوم الحسرة والندامة يجعلنا من الفائزين السعداء، وإذا افترق الناس إلى أهل الجنة وأهل النار أن يجعلنا في صف أهل الجنة بحوله وقوته إنه أكرم الأكرمين.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ولا تنسين الدعاء لنا وللجميع بالفلاح والنجاح، وأستودعك الله.