للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمثلة واقعية تبطل الاحتجاج بالقدر]

كيف هي عقلية هذا الرجل؟ يا ويله! ظهيراً للشيطان على ربه، خصماً لله مع نفسه، عاجز الرأي، مضياعاً لفرصته، معاتباً لأقدار ربه، يحتج على ربه بما لا يقبله من عبده وأمته.

لو أن إنساناً -أيها الإخوة- قال لأحد أولاده: ائتني بكأس من الماء، أو قال لزوجته: ائتيني بالحاجة الفلانية، ثم إن هذا الولد أو هذه المرأة عصت هذا الرجل، ورفضت الانقياد له، وهذا الولد لم يأتِ لأبيه بكوب الماء، فلما غضب أبوه عليه وقال له: لماذا امتنعت؟ قال: هذا قدر الله، والله قدر علي ألا أطيعك وألا آتيك بالكأس من الماء، ماذا ترى هذا الأب يفعل؟ هل يرضى بهذا العذر السخيف من الولد؟ أم تراه يقوم إليه معاقباً، وعلى رأسه ضارباً ومهدداً ومتوعداً، بهذا العذر السخيف.

فيكف يرضى هذا الرجل أن يعذر نفسه بأعذار لا يقبلها من زوجته ولا من ولده، فلو أمر أحدهم بأمر ففرط فيه، أو نهاه عن شيء فارتكبه وقال هذا المذنب: القدر ساقني إلى ذلك لما قبل منه هذه الحجة، ولبادر إلى عقوبته.

إذا تسبب أحد الموظفين في خسارة، فلما ناقشه مديره قال: إن القدر ألجئني إلى هذا الشيء، وأنا ليس لي ذنب فيه، هل يرضى المدير من الموظف هذا العذر؟ كلا.