للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النهي عن إقامة الرجل من مجلسه والجلوس مكانه]

خذ مثلاً -يا أخي- حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا).

وبعض الناس الجهلة اليوم إذا جاء ووجد المجلس ممتلئاً، يقول: قم، فيقيم شخصاً ويجلس مكانه، وهذا خطأ؛ لأنك عندما تقول له: قم أمام الناس، ثم تقعد مكانه فقد آذيته، وجرحت شعوره أمام الناس، ولكن اجلس حيث انتهى بك المجلس.

ولذا فإن بعض المتكبرين عندما يدخل المجلس ولا يجد مكاناً في صدر المجلس يستمر واقفاً ينتظر شخصاً يقوم حتى يجلس مكانه، عجيب! أين التواضع؟ وإن قام شخص فبنفس منكسرة لا عن طواعية، بخلاف ما لو دخل وجلس فقام له شخص وقال له: اجلس في المكان هذا، أو صاحب البيت طلب منه أن يجلس في هذا المكان، أما هذا فينتظر ليقوم له شخص حتى يجلس في مكانه.

وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه، يقول: لا.

اجلس فيه.

وعن أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به).

فمثلاً: كان شخص جالساً في مكان كالصف الأول في المسجد فأحس بريح في بطنه وأنه بحاجة إلى أن يجدد الوضوء فترك مكانه وذهب إلى مكان الوضوء ليتوضأ ويرجع، وفي أثناء غيابه جاء شخص وقعد في مكانه، وعندما رجع الشخص الذي ذهب يتوضأ إلى مكانه وجد أن هناك شخصاً آخراً فيه، فمن الأحق بالمجلس؟ الأول؛ لأن غيابه قصير، بخلاف شخص ذهب إلى البيت أو خرج ثم جاء بعد ساعة، انتهى حقه في المجلس، لكن فترة غياب بسيطة تحفظ لصاحب المجلس مكانه، أي: إذا رجع فهو أحق به حفظاً لنفسيته وشعوره.