للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على المعتزلة في مسألة خلق القرآن وفي إثبات رؤية الله]

وهناك مناقشة مشابهة جرت بين أبي الهذيل العلاف المعتزلي البصري الذي يقول بخلق القرآن، وقام له واحد من أهل السنة، قال له: ماذا تقول في القرآن؟ قال: مخلوق، قال: كل مخلوق فان، فهل يموت القرآن؟ قال: نعم، قال: ومتى يموت القرآن؟ قال: إذا مات من يتلوه، انظر اللف والدوران، قال: حسناً أخبرني إذا قبض الله الخلق وقامت الساعة وفني الخلائق كلهم، ونادى الله في السماوات مثلما جاء في الحديث الصحيح: لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد فيجيب نفسه بنفسه قائلاً عز وجل: لله الواحد القهار؛ وهذا قرآن: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:١٦]؟ لماذا لم يمت هذا القرآن والخلائق كلهم ماتوا وفنوا؟ فانبخع وسكت وأفحم، وهكذا أيها الإخوة تتوالى ردود أهل السنة على هؤلاء المبتدعة.

وعن الذين ينكرون رؤية الله في الآخرة قال الشافعي: فلما أن حجب هؤلاء في السخط كان في ذلك دليلٌ على أنه يرى في الرضا، فإنه تعالى يقول: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:١٥] ما هي ميزة المؤمنين إذاً إذا كانوا يحجبون أيضا؟! لا بد لهم من ميزة، ولما علمنا أن الكفار محجوبون عرفنا أن المؤمنين غير محجوبين، وأنهم ينظرون إلى الله عز وجل في الجنة، وهم على الأرائك وعلى السرر.