للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لعبة البوكيمون وخطرها على أطفال المسلمين]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، عباد الله: إننا نشهد أن لا إله إلا الله فمعنى ذلك أنه: لا نعبد إلا الله، ونشهد أن محمداً رسول الله، ومعنى ذلك أننا: لا نتبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من الدين.

أيها الإخوة: أيها المسلمون! الحديث موصول والشيء بالشيء يذكر، لقد انتشرت بين طلاب المدارس من أبنائنا وبناتنا في هذه الآونة الأخيرة لعبة وثنية أخرى انتشرت انتشار النار في الهشيم، ما يعرف بـ (البوكيمون) التي استحوذت على شريحة كبيرة من الطلاب والطالبات، فأسرت قلوبهم وأصبحت شغلهم الشاغل، ينفقون ما لديهم من نقود في شراء بطاقاتها التي تتراوح من عشرة ريالات إلى ستمائة ريال، وبعضها يصل إلى ألفين وثلاثة للكرت الواحد، يقضون به معظم أوقاتهم في متابعات تطوراتها، والبحث عن جديدها في كل مكان، ولرواجها وشدة الإقبال عليها، حتى وصل الأمر لإقامة مباريات لهذه البطاقات، يتنافس فيها عدد كبير من الطلاب لكسب المزيد منها.

والأدهى من ذلك أن عدداً ليس بالقليل من الآباء والأمهات أصبح مهتماً بتطورات هذه اللعبة، ولا يبخل على أبنائه بتقديم الدعم والمساندة، بل أصبحت هذه الكروت مجالاً للثواب والعقاب للأطفال، فربما أعطوها تشجيعاً وتحفيزاً على شيء يريده الأبوان، أو منعوا منها عقوبة على شيء لا يريده الأبوان، وهكذا.

وهذه القضية قضية خطيرة، والسبب في ذلك -يا عباد الله- أننا يجب ألا نكون مغفلين، وأن نرجع إلى أصول الأشياء، ونعرف ما رواء الأكمة.

وما هو الأصل في القضية؟ شيء خرافي وثني لأحد اليابانيين المهتمين بجمع أنواع الحشرات، لما تخيل فكرة أن العالم سيغزوه عدد هائل من الحشرات والحيوانات الغريبة القادمة من الفضاء، ثم تتطور ودخل في نظرية النشوء والارتقاء والتطور للكافر الهالك حول هذه المسألة، وركب منها ذلك الشكل والصورة في حيوان في رأس واحد، قد يتطور ويصبح له ثلاثة رءوس وقد يخرج يداً أو رجلاً وأيدٍ وأرجل.

ثم في مرحلة من المراحل تتلقف هذه الفكرة شركة عالمية مشهورة جداً في قضية الألعاب وما يسمى بالترفيه، عملاقة من تندو لتتبنى الفكرة وتطورها وتستقطب لها عدداً كبيراً من المصممين والرسامين، ليقوموا برسم نماذج هذه اللعبة وتطوير هذه القضية، وقد فرضوا جواً من التعتم في البداية حتى أخرجوها بحملة إعلانية رهيبة انتشرت في العالم انتشار النار في الهشيم، وحقق أولئك البوذيون من ورائها أرباحاً خيالية، بملايين الدولارات، وأصبح للعبة مطويات ومطبوعات ودوريات وأشرطة فيديو تبثها محطات عالمية، وتستقبلها شبكات الإنترنت وغيرها.