للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شاب مؤمن يقف أمام الدجال]

وهناك مقابلة عظيمة جداً ينبغي الوقوف عندها طويلاً، وهي مقابلة شاب من أهل المدينة للدجال وحدوث مواجهة عنيفة جداً، وقيمة جداً وجميلة جداً نقلها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي الدجال وهو محرم عليه من أن يدخل المدينة، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذٍ رجل هو من خير الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال للناس الذين معه: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا.

فيقتله، ثم يحييه، وفي رواية: فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض -بين الشقين مسافة رمية السهم- ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه -يضحك هذا الشاب، يعني: يحييه الله- فيقول الشاب للدجال: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني اليوم) لأن الشاب هذا يعلم بأن الدجال سيشقه نصفين، فلما وقع وشقه نصفين وأعاده، علم الشاب أن هذا هو الدجال، بينما الذين مع الدجال حصل لهم زيادة فتنة، قالوا: هذا هو ربنا، يحي الموتى.

وروى مسلم في صحيحه أيضاً: (يخرج الدجال، فيتوجه قبله رجل من المؤمنين، فتلقاه مسالح الدجال -أي: خفراء وحراس وأعوان الدجال فيمسكونه- فيقولون له أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج، قال فيقولون له هؤلاء المسالح: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه؟ -أليس الدجال نهاكم أن تقتلوا أحداً إلا بعد الرجوع والاستشارة- قال: فينطلقون به إلى الدجال.

فإذا رآه المؤمن، قال: يا أيها الناس! -للذين مع الدجال- هذا المسيح الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: فيأمر به الدجال فَيُشبَّحُ -أي: يمد ليضرب هذا الشاب- فيقولوا: خذوه وشجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضرباً.

قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب، قال: فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يُفرَّق بين رجليه، قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين.

ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً.

ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة.

قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بأحد بعدي من الناس -لا يسلط- قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيُجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نُحاساً فلا يستطيع -أن يذبحه- إليه سبيلاً.

قال: فيأخذ برجليه ويديه فيقذف به إلى النار التي معه، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي به في الجنة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين) لأنه شهد أنه الدجال أمام الناس ورغم كل ما تعرض له.