للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الثبات على المنهج الرباني]

ومن صفات الرجال: أنهم يثبتون على المنهج الرباني الذي أنزله الله عز وجل أيها الإخوة: إنه المنهاج الذي وضعه رب العزة تبارك وتعالى، ليستقيم عليه الناس هذا المنهاج الذي لا يصح أن ينحرف الإنسان عنه يَمنة ولا يَسرة، لابد أن يرقبه ويجاهد نفسه للسير عليه هذا المنهاج المتضمن لقواعد أصولية، ومسائل تصورية، لا يمكن أن يتخلى عنها المسلم بأي حال من الأحوال هذا المنهاج الذي عليه صور ومنارات تضيء للمسلم الطريق هذا المنهاج الرباني منهاج أهل السنة والجماعة، الطائفة المنصورة لابد من الثبات عليه.

قال الله عز وجل مادحاً صنفاً من أصناف الرجال: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب:٢٣] عاهدوا الله ثم صدقوا في الوعد، صدقوا ما عاهدوا الله على هذا المنهج، استمروا عليه، تشبثوا به، وساروا غير مضطربين ولا متحيرين، لا تعيقهم العوائق، ولا تقف أمامهم الصعوبات ولا الشهوات، ولا الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام.

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب:٢٣] ومات على هذا المنهج شهيداً عاملاً لمنهج الله عز وجل.

{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب:٢٣] ينتظر أن يتوفاه الله على حسن الختام؛ ليموت على هذا المنهاج غير مغيّر ولا مبدل.

قال الله عز وجل: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:٢٣] ما بدلوا ولا غيروا ولا انحرفوا، بل هم مستقيمون على هذا المنهاج، ينتظرون أمر الله تعالى أن يتوفاهم وهم سائرون على هذا الدرب مستقيمون عليه، لا يلوُون على شيء إلا مرضاة ربهم عز وجل.

إنه الثبات على المنهج الذي افتقده كثيرٌ من المسلمين اليوم، حتى ممن شغلوا بالعمل للإسلام، قامت عندهم انحرافات في التصور والسلوك، فانحرفوا عن منهج الله.

أيها الإخوة: ليست القضية أن نمسك الطريق فقط، ولا أن نعرفه فقط، ولا أن نصل إليه فقط، إن المسألة أن نستمر عليه بغير تبديل ولا تحريف {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:٢٣].