للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كتب الانحلال والمجون]

هناك كتبٌ كثيرة تدعو إلى الانحلال والمجون والخلاعة والتحلل من أحكام الإسلام، وهناك أفلام كثيرة وتمثيليات تدعو إلى نفس ما تدعو إليه هذه الكتب، وهذه الأشياء لا يمكن منعها؛ لأن العالم -الآن- مفتوح على مصراعية، فلا تستطيع أن تمنع نفسك من التأثر، فلا بد من بناء النفس المسلمة بناءً صحيحاً بحيث تستطيع فيه أن تواجه هذه المؤثرات.

ونقول: إن من العوائق حقيقة هذه الأشياء التي تُقرأ وتُرى وتُسمع، والتي تدعو الناس إلى الانحلال، هذه الأشياء من أكبر العوائق أمام ضعف المؤثرات الطيبة التي يتعرض لها الناس، فإنك إذا قارنت الكلام السيئ الذي يسمعه الناس، والتصرفات السيئة التي يرونها، أمام الكلام الطيب الذي يسمعونه، والتصرفات الطيبة التي يرونها؛ فإنك تجدها لا شيء.

إن المؤثرات التي توجد حولهم أكثرها سلبية، وتضعف الإيمان وتجعل مكانه مظاهر الفسق والانحلال والابتعاد عن شرع الله عز وجل، وكثير من الكتب المؤلفة في الحلال والحرام منهجها العلمي والشرعي غير صحيح، هذه الكتب تؤثر على الناس تأثيراً سلبياً؛ لأنه إذا كان منهج الكاتب أنه لا يرى شيئاً في الأغاني مثلاً، أو يستهزئ بالمتمسكين ببعض السنن، كما في كتب بعض المحدثين، نسأل الله لنا ولهم الهداية، هذه الكتب تؤثر على الناس تأثيراً سلبياً؛ لأن الناس يتعلمون منها أحكام الدين، فإذا قرءوا هذا الحكم خطأ، فإنه سيستقر في أذهانهم الحكم خطأ، وبالتالي حكم وراء حكم، فتكون النتيجة تحلل الكثير من أحكام الدين.

لذلك -يا أخي المسلم- يجب أن يكون عندك منهج صحيح في تلقي الأحكام، يجب ألا تقرأ إلا لمن يُوثق بدينه وعلمه، ولا تسأل ولا تستفتي إلا من يوثق بدينه وعلمه؛ لأن كثيراً من شيوخ الباطل وأئمة الضلال هم من الذين خاف الرسول صلى الله عليه وسلم منهم على أمته أشد الخوف: (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) هؤلاء الناس هم الذين يضلون الناس ويكونون عائقاً كبيراً بينهم وبين الالتزام بالإسلام؛ لأنهم يفتونهم بفتاوى خاطئة، ويقرأ الناس كلامهم مكتوباً.

لذلك لا بد أن ننعى كثيراً على أولئك الذين يستقون الأحكام والفتاوى من كثيرٍ من المجلات غير الموثوقة، التي تنشر الفجور والمجون والخلاعة، فتجده يفتح على صفحة الفتاوى ويقرأ، والله أعلم من الذي يكتب، أهو إنسان بعيد عن الإسلام وعن أحكامه، أم في قلبه هوى، أم عنده علم ولكن في قلبه هوى.

فتجد مِنْ الناس مَنْ يتأثرون بها، فلذلك لا بد أن نحرص على أن نستقي الأحكام من الناس الموثوقين، والحمد لله يوجد في هذا البلد كثيرٌ من العلماء الطيبين الموثوق بهم، الذين يُرجع إليهم إذا نزلت بالناس المعضلات، وحلت بهم الملمات، التي تستلزم البحث عن الأحكام، ونحمد الله أن هذه من النعم الكبيرة التي تفتقدها كثيرٌ من بلاد المسلمين؛ إما خطيباً أو عالماً أو داعية.

فيجب أن نقدر هذه النعمة الموجودة بيننا، ولا نجعل هؤلاء العلماء نسياً منسياً، لا نلجأ إليهم ولا نسألهم كما هي حالٌ كثيرٌ من الناس اليوم، فلا بد من استغلال هذه النعمة والتوجه بالسؤال لأولئك الفضلاء الموجودين بين ظهرانينا.