للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدين يسر]

كذلك يقول كثيرٌ من الناس عندما تواجههم بأمور وحقائق وأحكام يقول: يا أخي! (الدين يُسر) يفهم هذا فهماً خاطئاً.

أقول: نعم الدين يسر ولا شك في هذا، والرسول صلى الله عليه وسلم بعث بالحنيفية السمحة، ولكن إذا دققت في كلام أولئك الناس تجد أنهم يقولون: بلا دين هو اليسر، هو يحتج بأن (الدين يسر) ويريد من هذا التخلص والهروب من كثير من الأحكام، فإذا جئت تحقق في دعواه؛ وجدت أنه يقصد "بلا دين هو اليسر" هذه حقيقة ما يدعو إليه وما يقوله، أي: لا يريد الالتزام بالأحكام، لأن الدين يسر.

هل معنى أن الدين يسر أنك لا تلتزم بأحكام الإسلام؟! هذا مفهوم عجيب جداً، مثلاً: أنت الآن في أرض منقطعة وليس عندك ماء، فإذا حان وقت الصلاة تيممت، هل فرض الله عليك أن تحفر بئراً حتى تتوضأ؟ لا.

وإنما أباح لك التيمم رخصة من الله عز وجل، كذلك قصر الصلاة، والمسح على الجوربين، وجمع الصلاتين، هذه الأشياء المشروعة هي معنى "الدين يُسر".

هل معنى الدين يُسر أن نتفلت من الأحكام ونأخذ ما نشاء وندع ما نشاء؟ لا.

هذا أصبح الدين لعباً، وهذه من صفات بني إسرائيل أنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً، الذي يعجبه يفعله والذي لا يعجبه لا يفعله، والذي يدخل عقله يفعله والذي لا يدخل عقله لا يفعله، والذي يطاوع هواه يفعله والذي لا يطاوع هواه لا يفعله وهكذا.