للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عدم لزوم الاعتراف بالفاحشة]

إن الصحابة لم يكن ديدنهم الفسق، حاشا وكلا! كانوا يقعون أحياناً وإذا وقعوا أصروا على أن تمحى تلك الذنوب بشتى الوسائل، أما فساقنا فهم يمرحون ويرتعون ويلعبون في غفلة عن الله، وإذا فكر أحدهم يوماً بأن يتوب ويؤدي ما عليه من الحقوق يتراجع لأول وهلة فإنه يتعاظم ذلك، وأنا أعلم أن بعض الناس سيتساءلون ويقولون: لقد وقعنا في فواحش، هل يجب علينا أن نأتي ونعترف؟

الجواب

ما دامت المسألة لم تصل إلى الإمام ولا إلى القاضي فإنه لا يجب عليك أن تذهب وتعترف وهذه عزيمة أخذ بها ذلك الصحابي وتلك الصحابية، ولكن المسألة عندك أنت يا من وقعت في الفاحشة لا يجب عليك أن تذهب إلى القاضي وتقول: أقم حد الله علي، لا يجب من ناحية الوجوب، وتكفيك التوبة بينك وبين الله.

وبعضهم سأل الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله سؤالاً قال: إني قد زنيت هل يجب علي أن أذهب إلى إمام المسجد مثلاً أو أحد الناس فأقول له اجلدني الحد حد خمر أو حد زنا اجلدني خفية؟ فقال الشيخ حفظه الله تعالى ونفع به المسلمين: لا يجب عليه ذلك، فلا يفعل هذا، وإنما تكفيه التوبة بينه وبين الله، لا يحتاج أن يضربه أحد لا في بيت ولا في مسجد ما لم تصل المسألة إلى الحاكم أو القاضي فإنه يجب عند ذلك إقامة الحد.