للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بطلان أسباب التردد في التوبة]

السؤال

يقول بعضهم: إنه قد وقع مع بعض أصدقاء السوء في بعض الفواحش، وأنه يتردد في التوبة لسببين: الأول: الخوف من هؤلاء الأصدقاء.

الأمر الثاني: أنه يلتذ بالمعاصي ويشعر بعدم استغنائه عن أصدقائه ويقول: إنه يأنس بهم ويرتاح إليهم، لا لشيء إلا لمجرد المعصية التي تقع بينهم، فما رأيكم في كيفية التخلص في مثل هذا؟

الجواب

الحمد لله، هذا السؤال يا أخي فيه غرابة، شخص يريد أن يتوب بصدق وهو يقول بلسانه يمنعني من التوبة أني ألتذ بالمعصية، وأني جالس مع هؤلاء لأني ألتذ معهم بالمعصية؟! فإذا كنت تلتذ معهم بالمعصية يجب عليك أن تكره هذا الأمر وتنفر منه نفوراً شديداً، بعض السلف يقولون: إذا رأيت امرأة فأعجبتك فتذكر مناتنها، يعني: فلو رأى شخص امرأة فنظر في السوق نظرة من نظرات إبليس، فرأى امرأة فأعجبته فليتذكر على سبيل المثال عرقها ووخمها والخارج منها من السبيلين ويشغل باله فيه، وهذا سيذهب الأثر بالكلية، صحيح، تأمل مناتنها كما قال بعض السلف: إذا رأيت امرأة فأعجبتك فتذكر مناتنها، فعليك أن تطبق هذا، لو أنك -لو سمح الله- وقعت على نظرة، ثم تذكرت مناتنها، لنفرت منها، أو فاحشة اللواط، أصحاب الفطرة السليمة لاشك أنه سينفر، فإذا بدأ يكره المعصية، هذا بداية التصحيح، بداية طريق التصحيح أن تكره المعصية لا أن تلتذ بها ثم تقول: أريد أن أتوب، وعلى العموم: المسألة هكذا أو هكذا تحتاج إلى مجاهدة.

النقطة الأخرى يا أخي: قاتل مائة نفس ماذا قال له العالم؟ واذهب إلى بلدة كذا وكذا فإن فيها أناساً صالحين يعبدون الله فاعبد الله معهم، لم يقل له: اجلس في الوسط السيئ، فلا يمكن أن تتوب وأنت جالس في الوسط السيئ وأنت فلان زميلك وفلان زميلك وفلان، هم الذين يزينون لك الفاحشة، عليك أن تقطع علاقتك بهم نهائياً، لا تكلمهم ولا تسلم عليهم، وإذا اتصلوا بك فأغلق السماعة، إذا قاطعتهم هنا تكون البداية، أما أن تجلس في الوسط السيئ ثم تقول: كيف أتوب! هذا أولاً.

ثانياً: أنا ذكرت في بداية المحاضرة قلت: بعض الناس يضغطون على الشخص يقولون: لو تبت، لو خرجت من عندنا من وسطنا سننشر عنك وسنفضحك ونخبر الناس عن مخازيك وأفعالك، فالمؤمن لا يهمه كلام الناس مهما قالوا عنه وإن الله سيدافع عنه، ولذلك فإن عمر بن الخطاب كان يفعل ويفعل ثم تاب فتاب الله عليه، دع الأمور هذا خير لك يا أخي من أن تستمر في المعصية لأنهم سيضغطون عليك من نواحي ويعلمون الناس عنك بأشياء، فارجع إلى الله ولا عليك من هذه الضغوط، وأنت لو صبرت في البداية تنتهي المشكلة، اصبر عند الصدمة الأولى تنتهي المشكلة، مهما كلفتك الأمور فأقدم ولا يرهبك هذا الضغط الذي يمارسونه معك.