للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شروط غير معقولة عند طلب الزوجة]

لنعلم -أيها الإخوة- أن هذا المجتمع فيه ثغرات كثيرة، فمثلاً: المجتمع لم يلغِ الفوارق ولا يعين على تجاوزها، ولذلك تحدث كثير من المشكلات في قضية الزواج، فيرفض الشخص لأنه ليس من قبيلة معروفة، أو لأنه ليس من طبقة معينة ونحو ذلك، ولذلك نقول: إن الشخص لا يطرق الأبواب التي يتوقع منها الرفض فيلج بيت رجل من علية القوم يعرف أن عنده غنىً وبطراً، ثم يقول: زوجني ابنتك، وهو فقير صعلوك ويتوقع الاستهزاء به وطرده، فهذا ليس مدخلاً كريماً يدخله فيوفق فيه، لكن لو كان أبوها صالحاً لطبق الحديث: (ترضون دينه وخلقه) فزوج البنت لهذا الشاب كائناً من كان ما دام تنطبق عليه المواصفات.

ولذلك نقول: على الإنسان أن يبحث عن المرأة التي تناسبه في بيئته وطبيعته ومستواه الاجتماعي والمادي حتى لا يحدث نتيجة التفاوت مشكلة في المستقبل.

نعم، إن التفاوت قد لا تجعله الشريعة مقياساً وأساساً أبداً، لكن مراعاة هذا التفاوت من الحكمة التي أمرت بها الشريعة، ولذلك الإنسان يحرص أن يأخذ من هي قريبة منه في مستواه وطبقته فهذا أحرى أن يؤدم بينهما.

وبعض الناس قد يشترط شروطاً، فيقول: أريدها طالبة علم وجميلة ومن بيت معين، ويشترط شروطاً كثيرة لا تجتمع إلا في النادر، ويقول: أنا مستعد أن أنتظر سنة وسنتين وثلاث وخمس ليس مهماً عندي، فنقول: كيف هذا؟ كيف تمكث هذه الفترة من حياتك فترة طويلة في عالم الفتن وتضيف شرطاً إلى شرط وتعقد المسألة، وكلما أتيح لك المجال قلت: بقي شرط واحد لم يتوفر، فنقول: هذا من قلة العقل، وبعضهم يقول: أريد فتاة تعرف الطبخ حتى تبيض وجهي مع ضيوفي، فنقول: خذها ولو كانت لا تحسنه فإن الطبخ من شيم النساء وهي مفطورة على سرعة تعلمه والقيام بالبيت فستتعلم إن شاء الله، يندر أن نسمع أن امرأة بقيت عشرين سنة لا تحسن الطبخ بل إنها في الغالب ستتقنه ولو بعد حين.

وبعض الشباب قد لا يبالي بالزواج من المرأة التي تكون في البيئة المترفة، ثم يحصل له انتكاسة وصدمة، فإن الفتيات اللاتي يعشن في البيئات المترفة في الغالب لا تعرف كيف تطبخ ولا كيف تنظف ولا كيف تكوي الملابس ونحو ذلك، وربما إذا أرادت أن تتزوج أتت معها بخادمة أمها لأنها كانت مترفة في تلك البيئة فهي لا تصلح أن تكون ربة منزل ولا أن تدبر شئونه.

ولكن المسألة وسط فالإنسان هو الذي يبحث عن امرأة جادة ليست من بيئة مترفة أو عندها استعداد للتغيير ولو كانت في بيئة مترفة، المهم أن تكون صاحبة دين، ثم ينبغي أن يصبر عليها ريثما تتعلم شئون منزلها وتتعلم الطبخ والغسل والتنظيف ونحو ذلك، فإنها قد تكون ذات أم، أو عندها خدم في البيت يقومون بكل شيء، فلذلك لا تنشأ متعلمة لهذه الأشياء، لكن على الشاب ألا يتوقع أن تكون الزوجة هذه تعطيه خدمة فندقية من فئة خمسة نجوم، فإن بعض الناس يريد ذلك ويتوقعه يريد زوجة تعطيه من البداية خدمة ممتازة، فنقول: حلمك وصبرك فإذا كان عندك رفق فسيأتي المطلوب بإذن الله تعالى.