للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحكيم شرع الله عند اختلاف الزوجين]

ينبغي كذلك أن يكون الاتفاق بينهما على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع الدليل وسؤال العلماء، فلست تجعل نفسك مرجعاً علمياً تحتكر فيه أجوبة المسائل، وليس هي تحتكم إلى هواها، وإنما بينك وبينها من البداية عليك أن تعلمها أننا سنسير على الكتاب والسنة ونستفتي العلماء ونأخذ بالأدلة ونرضى، ولا نلجأ إلى عصبية أو هوى أو عناد، والزوجة في الأيام الأولى بحسب ما يعودها زوجها.

وعليه أن يبين لها ما لها وما عليها من الحقوق، وكذلك يبين لها الممنوعات والمحرمات من البداية، ولو كان قبل العقد، يبين لها رأيه الواضح وحكم الشريعة في وجود آلات اللهو في البيت، وأخطار الشاشة ونحو ذلك؛ لأن بعضهم قد يمر بها مروراً عابراً ولا يؤكد عليها أو أنه يتحاشى الدخول في هذا الموضوع ثم بعد ذلك تحصل مشكلة كبيرة؛ لأن أمها تقول: كيف تسجن بنتي وتضعها في البيت من غير تلفزيون وكيف وكيف، وأنت تغيب عن البيت مع أصحابك، ولا بد أن تجعل لها كذا، فلو كانت المسألة واضحة من البداية لاكتفى شراً كثيراً، وكذلك يبين لها حرمة البيت وأسراره وأهمية حفظها، وعدم إدخال أحدٍ بينهما في المشكلات؛ لأن نقل المشكلات إلى أهله أو إلى أهلها يوسع الدائرة ويجعل القضية أصعب في الحل، وأنه إذا صار خلاف يسأل أهل العلم، ولا بأس بالرجوع إلى العقلاء من أهله وأهلها عند الحاجة، وكثيراً ما تكبر المشكلات إذا تدخلت أمها أو أمه، ويكون هذا التدخل من أسباب الطلاق.

ويحتاج الداعية إلى الله في بداية الأمر أن يفهم زوجته أهمية التضحية في سبيل الله؛ لأن الزوجة تريده كله لوحدها، ألم تقل نساء بعض السلف امرأة الزهري أن هذه الكتب أشد عليها من ثلاث ضرائر؟ وأنا أنصح أن يعجل لها بالأولاد حتى يملأ فراغها وأن يسعى في ذلك.

وإذا كانت المرأة تفوقه في العلم الشرعي فلا تأخذه العزة بالإثم فيحسم النقاشات العلمية على حسب ما يرى لهوى، وحتى لا يظهر بمظهر الضعيف وأنه لا حجة لديه، فهذا دين ولا مجال فيه لاتباع الهوى، وكذلك لو كانت داعية وهو مبتدئ فإنه لا بأس أن يتلقى منها ما يصلح حاله، هذا الذي تزوج بنت سعيد بن المسيب أقام عند زوجته شهراً منقطعاً عن شيخه يتعلم من زوجته، ولا تعارض بين هذا وبين القوامة، أنت الذي تنفق وأنت الذي تطلق، أنت القائم على البيت: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:٣٤] فلا تحزن إذا فاقتك في أشياء أخرى، لأن القوامة لا زالت لك.

ومن التنبيهات المهمة الإساءة في فرض القوامة منذ البداية لمفهومٍ خاطئ لإظهار الشدة أو الرفض لأي طلب.