للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال المرائي يوم القيامة]

وكذلك حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ عظيم: (إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعى به رجلٌ جمع القرآن) وفي رواية مسلم: (تعلم العلم وعلَّمه)، وكذا القرآن: (ورجلٌ يقتتل في سبيل الله، ورجلٌ كثير المال، فيقول الله للقارئ: -يعرف كل واحدٍ نعمته عليه- ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب! قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار -وفي رواية: تعلمت العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن- فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: إن فلاناً قارئ -وفي رواية: تعلمتَ ليقال: عالم- وقرأت القرآن ليقال: قارئ، فقد قيل ذاك، ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب! قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم، وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت -الرجل يقول: ما تركت من سبيلٍ تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك- يقول الله: بل أردت أن يقال: فلانٌ جوَّاد، فقد قيل ذلك، ويؤتى بالمقتول في المعركة، فيسأله الله ثم يبين نيته، أردت أن يقال: فلانٌ جريء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة) {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:١٥ - ١٦] هذه عاقبة المرائي يوم القيامة.