للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مشهد وتعليق]

والآن إلى "مشهد وتعليق".

الزمان: الساعة الثانية عشرة ليلاً، المكان: صالة الطعام بإحدى قاعات الفنادق للأفراح، المشهد: تدخل جموع كثيرة من النساء ويتجهن صوب مكان الصحون، فتأخذ كل واحدة صحناً وتبدأ تلف على طاولة الطعام فتأتي البوفية لتأخذ ما تريد، هذه تضع كمية من الرز واللحم، وقطعتين سنبوسة، وحبتين من كل نوع من أنواع الفطائر، لحم، وجبن، وسبانخ، وتضع ثلاثة أسياخ من اللحم المشوي، وقطعتين من الدجاج، وقطعتين من الكباب، ومن الكبة، وجزء من التنبولة والفتوش إلى آخره.

تجلس كل امرأة على كرسيها تتناول الطعام، وكل واحدة تأكل قليلاً من الرز، وحبة سنبوسة، وفطيرة ونحو ذلك ثم تشعر بالشبع، مع أنها لم تتناول سوى شيء بسيط من الصحن، ثم تقوم هي والتي معها تاركة صحنها آخذة صحناً آخر أصغر قليلاً إلى قسم الحلويات، فتعبئ كل واحدة صحناً كبيراً مملوءً بشتى الأصناف، وتجلس لتتناوله ويتكرر المشهد السابق.

التعليق: لا أظن أن هناك امرأة حضرت أي حفل عرس ولم تشهد مثل هذا المشهد، وقد أصبح مألوفاً في حفلات الأعراس، والغريب حقاً أن الناس حينما وضعوا نظام البوفية لتناول الطعام، أرادوا منه الاقتصاد وعدم التبذير والإسراف، ولكن ما وقع كان العكس لسوء الفهم والتصرف، فأنتِ فعلاً تشعرين بالضيق حينما تدخلين قاعة الطعام بعد انصراف النساء، لتجدي الصحون مليئة بالمأكولات، مرمية على الطاولة، وقد تركها أصحابها في حين قد يوجد بعض الأشخاص لا يجدون ما يتناولونه؛ مما يشعر أهل الحفل بالحرج، مع أنهم قد قاموا بما عليهم من توزيع الطعام الكافي، ولكن سوء تصرف كثير من النساء وضعهم بهذا الموقف المحرج، لماذا لا تأخذ كل امرأة قدر ما تريد أكله؟ وإذا أرادت المزيد فبالإمكان أخذ ما تريد، وهكذا تنظم العملية، والمسألة كلها تعود إلى مخالفة قول الله تعالى وإلى مخالفة ما أبغضه الله: {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام:١٤١].