للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحث على قضاء الإجازة في الدعوة إلى الله]

أيها الإخوة: إنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الحرام، وأن يرزقنا الحلال، وأن يجعلنا في حلنا وترحالنا طائعين له، مخبتين له ومنيبين، وأن يجعلنا ممن عبدوه حضراً وسفراً، واجتنبوا المحرمات ظاهراً وباطناً.

أيها الإخوة: عندما نسافر لو نتذكر فقط إلا طلائع دعاء السفر: (نسألك البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى) لكفى ذلك؛ اجعلوها عبادات في عمرة أو غيرها، واجعلوها طاعات في صلة رحم وغيرها، واجعلوها قياماً بواجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما كان أسلافكم من هذه الأمة يسافرون طلباً للعلم، حضوراً عند العلماء في حلق الذكر، يجمعون الأحاديث والمسائل، ويعثرون على عيون هذا العلم فيسطرونه وينشرونه، دعوة، نشر للدين، إمامة بقوم جهال، إلقاء الكلمات، المواعظ، الدروس، وغير ذلك من أنواع البر، نشر الخير، إغاثة الملهوف، إقامة المدارس في هذه الأماكن من بلاد المسلمين المجهولة، التي تستحق أن يذهب إليها الدعاة بعيداً عن خطر الفتنة، وإذا كانت فتنة فسلامة النفس أولى، وحفظ رأس المال مقدم على جلب الأرباح.

أخي: اجعل عنوانك في سفرك أن تحفظ أهلك -زوجتك وبناتك- أن تحفظهن من كل منكر، ولو اجتذبوك وضغطوا عليك وأغروك، وطلبوا منك، وقالوا: نريد المكان الفلاني، نريد الملهى الفلاني، نريد المتحف الفلاني، والشاطئ الفلاني، والمدينة السياحية الفلانية، ونحو ذلك، ذكرهم بالله عز وجل، واذهب بهم إلى أماكن تكون أبعد ما يكون عن التبرج والاختلاط.

واعلموا -أيها الإخوة- أن المحافظة على أوامر الدين في هذا الزمان لا شك أن فيها صعوبةً بالغة، ولكن ليس لنا خيار آخر، وإذا كان القابض على دينه كالقابض على الجمر في آخر الزمان فلنفز نحن بهذه المرتبة، ولنكن نحن الأخيار في زمن كثرة الشر؛ فإن الله يعطي من الأجر على الغربة -غربة الدين- شيئاً عظيماً، إذا تمسكت بدينك في وقت غربة الدين أجر عظيم لك جداً، فهنيئاً لمن فاز به! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم، وأوسعوا لإخوانكم وتقاربوا يوسع الله لكم.