للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عبد الله بن المبارك وجهاده]

عبد الله بن المبارك رحمه الله كان من أولئك المجاهدين الذين كانوا لا يريدون أن يعرفوا في الغزو، مع شدة بلائهم في المعارك، فعن عبدة بن سليمان المروزي قال: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم؛ فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجلٌ من العدو فدعى إلى البراز؛ فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، فصعب ذلك على المسلمين وشق عليهم، ودعى النصراني للبراز فخرج إليه رجل من المسلمين ملثم، خرج إليه رجل من المسلمين يتخفى، فطارده ساعة فطعن المسلم النصراني فقتله، فازدحم المسلمون على أخيهم يريدون أن يعرفوا من هو الذي أنهى هذا الطاغية، قال: فنظرت إليه فإذا هو عبد الله بن المبارك وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو، فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا؟!