للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الوشم]

المقدم: الله المستعان يا شيخ: فيما يتعلق بهذه المسألة والكلام عن الزينة وما يعده الناس زينة وهو أحياناً ليس بزينة، كما تفضلت وذكرت بعض قصات الشعر المختلفة، هناك الوشم -الآن- أنا ألاحظ كثيراً من شباب وشابات المسلمين مع الأسف الشديد قد أصبح الوشم نوعاً من الزينة، ويبدو أن هناك غبش في مسألة جواز هذا من عدمه، فما هي حدود الجواز إذا كان هناك شيء جائز أو ليس بجائز، هلا تحدثت قليلاً عن هذه المسألة يا شيخ محمد؟ الشيخ: أما بالنسبة للوشم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن الواشمات والمستوشمات.

والوشم: هو غرز لون تحت الجلد بإبرة ونحوها، وقد تطورت الآن صوره وأشكاله ويسمونه الآن على التسمية الغربية (بالتاتوك) وهذا الوشم له صور كثيرة المقدم: أنا رأيت بعضها ممكن أن نعرضها عبر صفحات الانترنت.

الشيخ: ولعل هذه بعض المواقع التي تعرف في الإنترنت، هذا ولعل الأخ المخرج يبين الآن عبر هذه الشاشة بعض أشكال الوشم على الذراع، وهذا شكل آخر، ونرى النقوش من ذوات الأرواح فهذا أولاً وهو منكر يضاف إلى منكر الوشم، وهذا أيضاً أشكال التنين.

المقدم: تحول إلى لوحة.

الشيخ: نعم تحول إلى لوحة أشكال التنين، وبعضها مما لا يجوز وضعه أيضاً؛ لأن فيه شعارات لأديان الكفار، وقد سألني شخص مرة ما حكم أنني وشمت صليباً على ذراعي وكيف أتخلص منه الآن وقد تبت إلى الله؟ وهذا بطبيعة الحال هذه كلها أشكال لأشياء تتعلق بمعبودات الكفار أو أديانهم تنقش، وبعضهم قد ينقش صورة المسيح مثل النصارى، وبعض عباد القبور، وعباد الكواكب قد ينقشون أيضاً ما يعبدونه، وبعض جهلة المسلمين يقلدهم وينقش أشياء منها وهذه صورة نراها -الآن- نقش عليه صليب في وسط النقش وهذا واضح، فهذه الأشياء غرز اللون بالإبرة تحت الجلد وانحباس الدم تحته، هذه من الأشياء (المقرفة) التي يفعلها هؤلاء بزعمهم أن هذه الأمور من الزينة.

ونحن مقيدون بالالتزام بالشريعة ولذلك لا يجوز أن نتزين بما خالف الشريعة، ثم نرى الآن ألوان وأشياء جديدة خرجت، فمثلاً تجد من تغيير خلق الله ما نراه هنا أيضاً في قضية حلق الشعر من القفا والرسم عليه، هذه وجوه -الآن- يعني: مما يرى يعرض الآن وجوه مرسومة على خلفية الرأس.

المقدم: هذا الآن الرأس من الخلف وليس وجه.

الشيخ: هذا وجهه مثل قفاه، شيء واحد، وهذا نقش صورة لبعض الساسة المعروفين أو رسمها على هذا المنوال، وهذه التقليعات التي يفعلها بعض المسلمين تشبهاً بالكفار، ولا شك أنها تدل على ذوبان وفقدان الشخصية الإسلامية، ويجب علينا أن نكون نحن مسلمين، يجب أن نأخذ من الكتاب والسنة، وأن نتميز بشخصياتنا عن الكفرة، كيف يجوز لمسلم أن يفعل مثل هذا بنفسه؟! ثم أي شيء نجده من الزبالات نأخذه ونفعله ويتفاخر به شبابنا وشاباتنا مع الأسف الشديد يعتبرونها موضة وتقليعة، وتنتشر انتشار النار في الهشيم، فلعلهم يرجعون إلى الله ويتركون التشبه والحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم) وظاهره كفره كما قال بعض أهل العلم.

المقدم: يا شيخ أنا أريد فقط أن أنبه على مسألة وردت أثناء حديث فضيلتكم أن بعض الناس ينقشون صورة المسيح عليه السلام، وهي الصورة المزعومة وليست حقيقة صورة المسيح عليه الصلاة والسلام، وإنما صورة مزعومة في أذهان الذين يزعمونها.

ثانياً: إذا تاب تائبٌ من شباب المسلمين بعد أن كان وضع هذه النقوش على جسده ماذا يفعل هل يجب عليه أن يزيلها أو ماذا يفعل؟ الشيخ: يجب عليه أن يزيلها إذا لم يكن ضرراً عليه، ومن المعلوم أن إزالة مثل هذه الأشياء تستوجب عمليات جراحية كثيراً من الأحيان، وهذه العمليات قد تكون مؤلمة جداً ويستمر الألم، ولذلك لما سألنا علماءنا عن هذه القضية كان الجواب باختصار يلزم إزالتها إذا لم يكن هناك ضررٌ على الإنسان، فإذا كان يتضرر يغطيها ويتوب إلى الله.