للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أن المسلم كالغيث أينما وقع نفع]

ولم يقصر الصحابة في الدعوة في بلاد الغربة، وهذه فائدة أخرى، أن الإنسان إذا ذهب إلى بلد غربة وإن كان ضعيفاً، أو كان علمه قليلاً، وقد لا يجد مدداً من إخوانه، والعلماء والمشايخ ونحو ذلك، لكن هل يمنعه ذلك من الدعوة؟ بعض الناس إذا ذهب إلى الخارج انكفأ على نفسه وانزوى، وشعر بالوحشة والغربة فلا يفعل شيئاً للدين، لكن هؤلاء الصحابة لما هاجروا إلى الحبشة مع أنها أرض بعداء وبغضاء وكفارٍ نصارى، لكن اشتغلوا بالدعوة؛ واشتغلوا مع رأس الهرم، ومع القمة، ومع الأحبار والرهبان والقساوسة الذين كانوا مع النجاشي؛ يدعون إلى الله، يعبدون الله في تلك الأرض.