للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض)]

قال الله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب:١٢].

قوله: ((وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ)) أي: الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، وكبيرهم عبد الله بن أبي ابن سلول في جماعة من اليهود، فهؤلاء ظنوها القاضية والفاصلة، وخرجوا عن الجيش المحمدي، بل ودعوا غيرهم أن يتركوا يثرب وأنه لا مقام لهم فيها.

وبدءوا يشككون في وعود النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالنصر، فقالوا: أين الوعود السابقة من أنكم تفتحون أرض قيصر وكسرى وتبع؟ وأخذوا يلغطون في أقوالهم، مما جعل ضعاف القلوب والذين لم يستقر الإسلام بعد في قلوبهم، يصدقونهم ويقولون بقولهم.

وقوله: ((وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)) [الأحزاب:١٢] أي: شك ورعب، فهؤلاء يحسبون كل صيحة عليهم، ويشعرون بزلزلة الأرض تحت أقدامهم.

قولهم: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب:١٢.

وكان النبي عليه الصلاة والسلام وعدهم عندما ضرب الصخرة في الخندق وكسرها ثلاث قطع، فبشرهم في الضربة الأولى بفتح أرض الروم والشام، وفي الثانية بأرض فارس، وفي الثالثة بأرض اليمن، فاعتبر هؤلاء المنافقون كل هذه الوعود مجرد أماني وغرور، وذكروا ذلك صفة لله، وصفة لرسوله، خابوا وخاب فألهم، وصدق الله ورسوله، وتلك شنشنة من المنافقين علمت عنهم قبل وبعد في التاريخ القديم والحديث، {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب:١٢].