للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب)]

قال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات:٦].

يقول تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات:٦]، وقال في سورة الملك: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك:٥]، فيذكر ربنا أنه زين السماء الدنيا القريبة منا، أي: هذه الأجواء التي تعلونا، أي: السماء الأولى زينها بزينة الكواكب والنجوم.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما بين كل سماء وسماء كما بين السماء والأرض) وقال: (إن بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام)، ولا نعلم هل هي من أعوام الأرض أم لا؟ وقد قال الله في اليوم الواحد عنده: {كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج:٤٧]، وقد ذكر في القرآن معراج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

قال: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا} [الملك:٥]، زينها بمصابيح كما قال في سورة الملك، وجعلها كالمواقيت للناس يعرفون بها مواقيت الصيام والحج والزكاة، وكان العرب قبل الإسلام من أبرع الناس ولا يزالون من أعرف الناس بالطرق عن طريق النجوم، قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا} [الملك:٥] أي: السماء الدانية القريبة بزينة الكواكب والنجوم.