للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام]

وأما بقية الأنبياء: فقد وردت أحاديث في حصرهم وأعدادهم، فعن أبي ذر الغفاري وأنس بن مالك وأبي أمامة وأبي سعيد الخدري وآخرين، ورويت في التفاسير وفي السنن وفي المسانيد وفي المعاجم، والكثير منها لم يصح، وأصحها حديث أبي ذر، وقد ورد عن كعب: إن الأنبياء السابقين ألفا ألف نبي، أي: مليونان من الأنبياء.

وورد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم ثمانية آلاف، وعن أبي سعيد: أنهم ألف ألف، أي: مليون من الأنبياء.

وورد عن أنس بن مالك أنهم ألف.

وأصح هذه الأحاديث هو ما أخرجه ابن حبان في صحيحه والآجري وعبد بن حميد في مسنده وآخرين عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله! كم الأنبياء؟ قال: مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، قال: كم منهم رسل؟ قال: هم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولاً، جماً غفيراً، كثيراً طيباً).

وهذا الحديث صححه ابن حبان، وذكره في صحيحه، وصححه غيره كـ الآجري وعبد بن حميد والبزار في مسنده.

وهذا الحديث هو أصح ما ورد في أعدادهم، وقد اعتبره ابن الجوزي موضوعاً، وصححه غيره وأكده، وهو أصح الموجود، وكونهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً مع قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر:٢٤] يؤكد العدد والزيادة.

والأمم كثيرة من مضى منهم ومن بقي، ونبينا صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء على الإطلاق، فقد كان نبياً لجميع الأمم التي عاصرته والتي ستأتي، وهو خاتم رسل الله في مشارق الأرض ومغاربها، وقد أرسل للعرب والعجم، فلا نبي ولا رسول بعده إلى قيام الساعة.