للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض المعجزات الدالة على قدرة الله]

ومن المعجزات أن هذا الإنسان بهذا العقل الصغير أصبح بهذا الفكر الكبير، فانظر كيف فكر هذا الإنسان الذي هو خلق من خلق الله، فصنع السيارة والصاروخ ووصل إلى القمر وسيصل إلى كواكب أخرى! وهذا سنتحدث عنه بالتفصيل بعون الله ومشيئته في سورة الشورى وهي الآتية بعد هذه، والتي يقول الله فيها: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشورى:٢٩]، فهذه الآية فيها من الغرائب والعجائب والمعجزات ما لو كانت وحدها لكفت أن يؤمن المشرك، وأن يعود للإسلام المرتد.

فهذا العقل الصغير الذي لا يزيد على كتلة لحم، ولو زال لمات الإنسان هو موضع التفكير والذهن والعمل مع القلب وهذه الاكتشافات تزيد المؤمن إيماناً والكافر كفراً وجحوداً، فقد قالت الشيوعية والماسونية واليهودية وفرق الكفر التي أخذت تنتشر في الأرض بواسطة الجامعة والكتاب والأقلام وأساتذة السوء والشر وأصبحت تأله الإنسان؛ قالت: الإنسان هو الإله والرب! نقول: وكيف يموت الرب؟! فهذا الإنسان الذي سموه رباً يمرض كما يمرض الناس ويهرف كما يهرف الناس، ويصاب بالجنون كما يصاب الغير! ومن الآيات العظيمة أيضاً: أدوات التدمير والخراب على كل أشكالها، فهذه القنبلة الذرية التي لا تتجاوز بيضة الحمام ضربت بها مدينتان في أرض اليابان فدمرت المدينتين، فأصبح عاليها سافلها، ومات بكل قنبلة ما يزيد عن مائتي ألف إنسان، وهذه القنبلة الآن طوروها وزادوا فيها من أنواع التدمير ما لو رميت على نيويورك وفيها اثنا عشر مليوناً لدمرتها وأصبح عاليها سافلها.

وأخطر من ذلك ما يسمى بالقنبلة الهيدروجينية وأنواع السلاح التي تسمم الجو، فلا تكاد تصيب إنساناً إلا ويجن ويصرع وكأنه لم يكن حياً يوماً ما.

وأيضاً هذه المخترعات الطبية التي تقتل بالنفس وبالسمع وبالنظر وتخدر الأعضاء وكأن الإنسان شرب خمراً أو أكل حشيشاً، حتى أن الجيش على كثرته تجده قد ارتمى بعضه على بعض، فلا يرد يداً ولا يقاوم ولا يعارض.

وما من دمار اخترع إلا واخترع مقابله؛ ليعارضه ويقاومه، وهكذا الأمر سيزداد إلى ما قاله ربنا: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} [يونس:٢٤]، أي: فأصبحت كأنها لم تكن بالأمس، وكأنها لم توجد، وهذه ظنون وأوهام.

وقال تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ} [الذاريات:٢١]، أي: في الإنسان وفي خلقه، فمثلاً: إذا فقد الإنسان عقله فإنه لا يستطيع أن يشتريه، ولا يستطيع أن يرده الطبيب، هيهات هيهات.