للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (ولكل درجات مما عملوا)]

قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [الأحقاف:١٩] وقرئ: (وَلِيُوَفِّيَنّهُمْ أَعْمَالَهُمْ) وهاتان قراءتان متواترتان سبعيتان والمعنى واحد.

قوله: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الأحقاف:١٩] هذا التنوين يقال عنه في النحو وفي لغة العرب: تنوين العوض، أي: لكل أمة ولكل فرد درجات وجزاء ومنزلة، فبعمله يجازى إن خيراً فخير وإن شراً فشر، ودرجات الصالحين تعلو ودركات الكافرين تسفل فيقال عن منازل الصالحين: درجات، حيث تعلوا درجة بعد درجة، ومنازل الكافرين يقال عنها: دركات وتنزل إلى قعر جهنم، فأولئك يعلون، والكافرون ينزلون ويسفلون.

قوله: {وَلِيُوَفِّيَهُمْ} [الأحقاف:١٩] أي: ليعطيهم أجورهم وليجزيهم أعمالهم كاملة غير منقوصة، فالوفاء غير النقص حال كونهم لا يظلمون، فلا ينقص من عمل صالح ولا يزاد في عمل كافر، إن هو إلا العدل المطلق والقسطاس المستقيم.