للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل)]

قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ} [محمد:٣]: ذلك: سبب هذا، أي: سبب جزاء المؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم أن تكفر سيئاته ويصلح باله، وسبب دخول من كفر بالله ولم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كتاب الله النار أن الذين كفروا اتبعوا الباطل والذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم، فهذا سببه أن الكافر في كفره اتبع الباطل والشيطان، واتخذه إماماً وقدوة ومثالاً، وذلك سببه أن المؤمنين اتخذوا الحق واتبعوه وجعلوه ديدنهم ودينهم، والحق هو الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه.

قوله تعالى: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ} [محمد:٣].

كذلك: أي كما بين الله وفصل حال المؤمنين والكافرين يضرب لهم الله أمثالهم، أي: أشباههم، أي: ما يشبه فيه الكافر الكافر والمؤمن المؤمن، فيتبع الكافر أمثاله والمؤمن أمثاله، هذا إلى النار وهذا إلى الجنة؛ حذو القذة بالقذة!