للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)]

يقول النبي عليه الصلاة والسلام في خطبة من الخطب: (يا أيها الناس! إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية، كلكم لآدم وآدم من تراب، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:١٣])، ثم أنهى خطبته عليه الصلاة والسلام.

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لدينها ولحسبها ولنسبها ولجمالها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، حث على الدين والتقوى لأن من كانت زوجه كذلك فيوشك أن تكون ذريته ذرية صلاح وتقى ومروءة.

يقول تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:١٣]، وذلك لأن الأصل واحد.

وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن إلهكم واحد وأباكم واحد وأمكم واحدة، ليس هناك فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي).

وهكذا جعل الإسلام الأنساب والأحساب والمناصب والأموال والألوان كلها لا عبرة بها في الجماعة المسلمة، وقد قال أحد الأصحاب لأخ له كانت أمه سوداء: يا ابن السوداء! فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: (إنك امرؤ فيك جاهلية)، فلست أحسن من أبيض ولا أحمر ولا أسود، فكلكم لآدم وآدم من تراب، والله هو الذي خلق الألوان وخلق الأشكال، فلا يعير الإنسان بشيءٍ لا يملكه ولم يكن له فيه خيار.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:١٣]، فهو العليم بأحوالكم، وهو الخبير بالصالح والفاسد، ومن يستحق الجنة نتيجة تقواه ومن يستحق النار نتيجة عصيانه ومخالفته.