للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم داود وسليمان في المرأة التي رميت بالزنا بالكلب]

ولسليمان قصة ثالثة رواها أصحاب الصحاح والسنن عن النبي عليه الصلاة والسلام، فيما ورد لنا من أحكام سليمان وداود: أنه جاء أربعة من رؤساء بني إسرائيل فقذفوا صالحة من صوالح نسائهم، وقالوا: إنهم رءوا كلباً يزني بهذه المرأة، دربته على ذلك، فحكم داود بقتل المرأة، وصدر الحكم، فلما خرجوا من المحكمة ومجلس داود لتنفيذه، وإذا بسليمان مرة أخرى عند الباب، فقال لهم: بم حكم لكم نبي الله داود؟ فقالوا: بقتل المرأة، قال: لو كنت مكان أبي لما حكمت بذلك، قالوا: فاحكم، وفي رواية: صنع (تمثيلية) كما يقال اليوم حيث أتى بأربعة من الصبيان وألبسهم لباس رؤساء بني إسرائيل، وأحضر معه صبيين آخرين كمساندين ومؤازرين، وألبس خامساً لبسة المرأة، وقال لهم: تحاكموا إلي واقذفوا هذه المرأة كحكومة أبي، فأتوا وقالوا ما قاله أولئك، إن هذه المرأة فعلت كذا بكلبها، وإذا بسليمان أبعد ثلاثة وأخفاهم، وأتى بالرابع، فقال له: ما لون الكلب؟ فقال: أبيض، فأمر بإخفائه، ثم أتي بالثاني فسأله: ما لون الكلب؟ قال: أسود، فأخفاه، وأتى بالثالث فقال: أغبر، فأخفاه، وسأل الرابع فقال: رمادي.

ثم أتي بالمرأة فقال لها: ما قصتك؟ قالت: أنا بريئة، ولكن هؤلاء راودوني على نفسي فامتنعت، فأرادوا أن ينتقموا مني بالقذف؛ فحكم بقتل الأربعة وبراءة المرأة، فأبوه رأى هذه التمثيلية -كما يعبر عنها اليوم- فنقض حكمه وحكم بحكم ولده سليمان.