للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به)]

ثم قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج:٦٠].

أي: كون الإنسان مهاجراً في سبيل الله، لا لدنيا يصيبها، ولا لامرأة ينكحها، بل بذل نفسه رخيصة في سبيل الله، فهجر ديار الكفر والفسق رغبة فيما عند الله، وليتعاون مع إخوانه المؤمنين على عبادة الله والدعوة إليه جل جلاله.

وقوله: {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} [الحج:٦٠].

أي: الذي عاقب ظالماً وانتقم منه، فليس له أن يزيد في ظلمه أكبر مما أساء إليه، بل كما قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى:٤٠].

وأما الكافر فجزاء حربه وقتاله الموت، أو يستقم ويؤدي الجزية عن يد وهو صاغر؛ لتصبح كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وستبقى كلمة الكافر ذليلة لا سلطان لها ولا ممتثل ولا عامل بها، وتبقى كلمة الله من كتابه ومن دينه ومن هدي الرسول هي العالية المعمول بها، التي تحكم والتي تأمر وتطاع.