للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية إحياء الموتى]

ونحن نتساءل كيف يعيش الإنسان بعد الموت؟ ونحن نرى مثاله في الأرض، أي: الأرض الجامدة التي لا حراك بها ولا روح، عندما تنزل عليها الأمطار تربو وتتحرك وتعلو، وتخرج منها خضرة ذات مياه، ويخرج الله منها حباً وزرعاً وثمرات نأكله نحن ودوابنا.

فالماء واحد والفاكهة ألوان، فهذا أحمر وهذا أخضر مع أن المياه الساقية واحدة، فمن الذي صبغ هذا بالأحمر، وهذا بالأخضر وهذا بالأبيض؟! أليس الله جل جلاله، فإذا كان هذا نراه بأعيننا، ونحسه ببشرتنا، ونسمع ما يتعلق به بأسماعنا، وتعيه قلوبنا، فكيف ننكره بعد ذلك ونتشكك في الحياة بعد الموت، ونحن في الأصل قد جئنا من العدم، فإذا كنا شهدنا أولادنا ولم يكونوا، أي: جئنا بالمرأة بلا ولد، فأقامت عندنا بضع سنوات وإذا بمجموعة من الأبناء موجودون بإذن الله.

وأين الآباء الذين كانوا يعمرون البيت، جاءوا من التراب، وذهبوا إلى التراب، وسنلحقهم كما يلحقهم أولادنا وأحفادنا، ويبقى الملك لله الواحد القهار.

ولكن من أخذ الله بسمعه وببصره وبقلبه تجده كما قال تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:٤٦].

فمن نزع نور القلب عميت بصيرته، فتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون؛ لأن البصيرة قد عميت.