للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (ولولا فضل الله عليكم)]

قال تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النور:٢٠].

جواب الشرط مفهوم من الكلام، أي: لولا فضل الله عليكم أيها المؤمنون ورحمته بكم، لما اكتفى بالحد، ولما ما قبل منكم توبة، ولما غفر لكم ذنباً، ولكن بما أنكم أذنبتم، وبما أنكم أسأتم مع الصلاح في الداخل وسلامة العقيدة والتوحيد رحمكم الله، فاكتفى منكم بثمانين جلدة، وقبل منكم توبتكم.

(والله رءوف) بعبادة، مشفق بهم، يغفر الذنب ويقيل العثرة، فهو رحيم بضعاف عباده الذين يذنبون عن جهل، أو عن عمد قد ضاع فيه عقلهم، فعادوا وتابوا وأنابوا، واستغفروا ربهم، والله تواب لمن تاب، وباب رحمته مفتوح باستمرار، فيمد الله يده بالليل لتائب الليل، وفي النار لتائب النهار: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠].

والله جل جلاله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وأناب، والإسلام يجب ما قبله و: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

فمهما عظم الذنب، فالله الكريم العظيم، الرحيم الرءوف، رءوف بعباده، وبمن تاب منهم حتى ولو بعد كفر.