للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (تلك آيات القرآن وكتاب مبين)]

قال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل:١].

آيات القرآن: معجزاته.

فمعجزاته وبيناته قد جمعت وألفت ونظمت من هذه الأحرف بلا زيادة ولا نقصان، فهي كلغة العرب لم تخرج عن أحرف الهجاء التي تبتدئ بالألف وتنتهي الياء.

والقرآن والكتاب كلمتان مترادفتان، فالقرآن دل على قراءة وتلاوة هذه الآيات، والكتاب دل على كتابتها بهذه الأحرف التي أنزلها الله تعالى على محمد سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله، ومما يؤكد الترابط بينهما قوله تعالى في سورة أخرى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} [الحجر:١]، فحلت هذه محل هذه.

فالقرآن ما يقرأ ويتلى، والكتاب يدل على كتابة هذه الأحرف بهذه اللغة التي كانت شريفة في نفسها؛ لأنها لغة نبي الإسلام وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وزادها الله شرفاً ورفعة فأصبحت سيدة اللغات على الإطلاق؛ لأن الله اختارها لغة كلامه في كتابه المهيمن على الكتب السابقة، وهو القرآن الكريم المبين الواضح الذي لا عيوب فيه ولا بعد فيه عن الحقائق.