للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الاستهزاء بالعلماء]

هؤلاء لهم صور ضياع يعيشونها، وأنا أخبركم ببعضها وهم يعرفونها، ما أصبحت خافية لشهرتها على الناس، منها الاستهزاء بالعلماء والدعاة، والسخرية منهم، وأكل لحومهم، وربما تجدها فاكهة لمجالسهم، فتجد من يستهزئون بشيخ من المشايخ، بلحيته أو بوعظه أو بكلامه في الدروس أو بحركاته أو بصوته أو بسعاله، وهذه خطيئة كبيرة.

الله الله! انتبهوا لها يا شباب الإسلام! فقد قال تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:٦٥ - ٦٦].

رأيت فيلماً كاد قلبي أن يتقطع وأنا أراه، وهو مشهور عند بعض الإخوة، رجل من الشباب من بعض النوادي الرياضية، يمثل المشايخ، يمثل أصواتهم وحركاتهم، كعالم الأمة وعالم البلاد الشيخ عبد العزيز بن باز، وغيرهم من الفضلاء، يمثل الحركات بشيء من السخرية، ومعه جماعة شلل ملء قاعة، يضحكون ويتمايل بعضهم على بعض، ويصفقون له.

سبحان الله! إلى هذا المستوى؟! أي أمة يمكن أن تقدس ولا يقدس علماؤها ودعاتها؟! سبحان الله! ما وجد في نقاط الضعف إلا أن تصل إلى العلماء والدعاة في عقر دارهم وهم صمام الأمان، وهم المسيرة البارة الراشدة، وهم بإذن الله الحبل الوثيق، وما يقوم الأمن ولا الرخاء ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا على العلماء، يقول المولى سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران:١٨].

وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [المجادلة:١١].

وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِين} [الزمر:٩].

وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:٢٨]

<<  <  ج:
ص:  >  >>