للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المخدرات]

أيضاً إدمان المخدرات، هذا الوباء الذي فتك بالأمة الإسلامية التي دلها رسول الهدى على سبيل النجاة، ولذلك كانت المخدرات أخطر على الأمة من البندقية والدبابة والصاروخ والقنبلة، وقد استعملها المستعمر في الصين عندما عجز في حروبه، قالوا: إن اليابانيين استعملوا سلاح الأفيون ضد الجيش الصيني، فانهزم عن بكرة أبيه، وأحياناً بعض الأمور وبعض الوسائل تهزم الجيوش، ولو لم تكن أسلحة، التقت داحس والغبراء في معركة ما غابت نجومها في ليلة من الليالي، فأتت قبيلة داحس إلى القبيلة الأخرى، وحملوا عطوراً معهم، ثم قالوا: لعطارة اسمها منشم إذا اشتبكت المعركة اذهبي إلى أولئك ووزعي بينهم العطور، فوزعت بينهم العطور، فلما شموا العطور، ماتت أعصابهم وارتخت، وتذكروا بالعطور أشياء أخرى، فانهزموا فأتى لهم هؤلاء بالسيوف، فيقول زهير بن أبي سلمى، يمدح هرم بن سنان وقيس بن زهير:

تداركتما عبساً وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله رجال بنوه من قريش وجرهم

يميناً لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم

تداركتما عبساً وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

كيف تنتصر أمة شبابها غرقى وراء المخدرات، وفي السجون حبسوا من أجل حبوب لاهية عابثة، أرسلها الكافر إليهم في بلادهم؟

هؤلاء أحفاد عمر وخالد وصلاح الدين؛ تحولوا إلى هذا، ولكنا نرجو أن يعودوا وأن يعرفوا مستقبلهم، وليس على الله بعزيز، وأنا أطلب منكم مسألة وهي أمانة لمن يستطيع، وهي أن تهدوا لهم الأشرطة، خاصة مثل هذا أن تعطوه لواحد منهم، علهم أن يسمعوا ويعوا، وقد قال الله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ} [التوبة:٦] وهذا للمشركين فكيف بالمسلمين؟!

أسمعه يا أخي الشريطَ، أسمعه المحاضرةَ، أسمعه الدرسَ، أسمعه الموعظةَ، تحدث إليه، ناقشه، حاوره، كن جريئاً، ادخل معه مباشرة، استضفه في بيتك، أركبه سيارتك، أما أن نبقى في عزلة، ويبقى بيننا وبينهم جسر، فهذا ليس بصحيح.

وكلما تذكرنا، قلنا: الله المستعان! ضاع شباب الأمة! ونحن من ضيعَ شباب الأمة، نحن المسئولون عن شباب الأمة، فلنتق الله فيهم.

أيها الإخوة الكرام! إن من الناس من عباد الله من يقاد إلى الجنة بالسلاسل، فاذهب إلى هؤلاء وقدهم بالسلاسل إلى جنة عرضها السماوات والأرض.

<<  <  ج:
ص:  >  >>