للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الغناء الماجن]

ومما غُزيتْ به المرأة الغناء الماجن، وهو من أسهل الأمور عند الناس الآن، والحصول على الشريط الكاست أصبح سهلاً ميسراً وهو يحمل في طياته السم الزعاف، واللوعة للقلوب، والخراب للشعوب، ومع ذلك يستحي الذي يحمل المروءة أن يستمعه، فكيف بالمسلم المؤمن، إنَّ هؤلاء المطربين فئةٌ من الناس خرجوا من المجتمع، وتنكروا للمسجد، وللقرآن، واستمروا في غيهم، وأسرفوا في خطاياهم، أرادوا إغواء الأمة، وتكلموا عن العشق والوله والغرام، ينبح أحدهم أمام الملايين، وهو يصف محبوبته، ويصف هيامه وعذابه، فتلقفت هذه الأشرطة وهذا الكلام وأذاعته في البيوت!!

ولتعلمن أن الغناء حرامٌ ولا يقره الشرع.

يقول الشوكاني في نيل الأوطار: أجمع أهل العلم على تحريم الغناء.

وذكر الآجري إجماع أهل العلم على تحريمه، وإن الغناء فسق، وما داوم عليه عبد إلا سقط في الزنا -والعياذ بالله- وهو وحشةٌ بين العبد وبين الله، وهو الذي يمزق القلوب، ومن استمعه حُرم غناء الجنة عند الله عز وجل، قال ابن القيم:

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصانِ

فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزانِ

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدانِ

نعوذ بالله من الغناء! فإنه والله ما نبت في قلبٍ إلا نبت معه النفاق، وهو هدمٌ للأسر، وكم رأينا من الملتزمين، ومن المستقيمين من خذل فاستمع الغناء، فسقط سقطة ما بعدها سقطة.

وإننا نخجل أمام الشعوب أن يخرج منّا مغنية أو مغني، وهؤلاء لا يقدمون لنا كسباً، وما اكتشفوا لنا اكتشافاً ولا صناعة، ولا نفعونا بمادة، فمعاذ الله، ونسأل الله الحفظ والرعاية، وإني أنبه هذا التنبيه؛ لأن هذه الأشرطة دخلت البيوت وأخطر منها أشرطة الجنس في الفيديوهات، وشريط واحد يستعد أن يدمر مدينةً كاملة، وهي تتناول بسهولة في البيوت، وتدخل بلا رقابة، وتناولها سهل، وهي عظيمة الأثر، سيئة النتائج، وقد حذر منها أهل العلم، ونحذر منها، وعسى الله عز وجل أن يقينا وإياكم هذه الضلالات والفتن التي هي كقطع الليل المظلم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>