للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الصحابة والتابعون من أنفع الناس للناس]

قوله عليه الصلاة والسلام: {والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه} يقولون: سيد الناس خادمهم، وهذا مثل صحيح.

وكان ابن المبارك إذا رافق الناس وصحبهم في السفر، يشترط عليهم شرطاً وهو: أن يخدمهم في السفر، وهو أمير المؤمنين في الحديث؛ صاحب:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا

وقال مجاهد: [[صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني وكان يركبني على الفرس، ويسوي عليَّ ثيابي]] وابن عمر صحابي ومجاهد تابعي.

ونزل الناس في عهده عليه الصلاة والسلام منزلاً، فقام أحدهم وقال: أنا أذبح الشاة، وقال الثاني: أنا أسلخها، وقال الثالث: وأنا أطبخها، وقال صلى الله عليه وسلم: {وأنا أجمع الحطب} عليه الصلاة والسلام، فقام صلى الله عليه وسلم يجمع الحطب، وهذا يشتغل في شغله، وقرب إليهم عليه الصلاة والسلام مؤنتهم.

وفي الصحيحين: {أن الصحابة سافروا، فصام بعضهم، وبعضهم لم يصم، فأما الصوام فوقعوا في الأرض من الجوع والتعب، وأما المفطرون فقاموا وشدوا الخيام وملئوا البرك بالماء وطبخوا، فقال صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون اليوم بالأجر} لماذا؟ لأن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>