للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مناداة الخادم بالكنية]

المسألة الثامنة عشرة: دعاء الكبير خادمه بالكنية.

فالرسول صلى الله عليه وسلم تلطف مع صاحبه أبي هريرة وقال: {يا أبا هر!} ومن الأدب عند المسلمين أن يدعى بالكنى ولا يتنابز بالألقاب، فالواجب أن تختار أحسن اسم لأخيك المسلم فتقول: يا فلان! أو يا أبا فلان! والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: يا أبا بكر! يا أبا حفص! يا أبا هريرة! فهذا من الإكرام والتبجيل، وهو يورث لك المحبة في صدر أخيك.

فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا هر! وهذا الأسلوب يسمى (ترخيم) والترخيم هو: حذف آخر المنادى، أن تنادي ثم تحذف آخر الاسم، قال ابن مالك في الألفية:

ترخيماً احذف آخر المنادى كقولهم في يا سعا سعاد

وقد قيل لأحد الصالحين من التابعين: ما معنى قوله تعالى: (وقالوا يا مال ليقض علينا ربك)؟ والقراءة المشهورة (يا مالك) وهو خازن النار، يناديه أهل النار أن يقضي عليهم، يقولون: قل لربك يقضي علينا فقد سئمنا الحياة.

نعوذ بالله من النار ونستجير به منها.

وقد قرأ بعض الناس بقراءة (يا مال) بحذف الكاف للترخيم، فسئل ابن عباس فقال: أهل النار في مشغلة عن الترخيم.

أي: هم في عذاب ونكال، لا يستطيعون أن يرخموا في تلك المنزلة، فهذا هو الترخيم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>