للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[شهر رمضان شهر الاستغفار]

اللهم لك الحمد خيراً مما نقول، ومثلما ما نقول، وفوق ما نقول، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالصيام، ولك الحمد بالقيام، عز جاهك، وجلَّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، في السماء ملكك، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك، وفي الجنة رحمتك، وفي النار سطوتك، وفي كل شيء حكمتك وآياتك.

من تقرب إليك قربته، ومن أحبك أحببته، ومن توسل إليك قَبِلته، ومن عصاك أدبته، ومن حاربك كبته.

لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.

والصلاة والسلام على من رفعت به منار الإسلام، وحطمت به دولة الأصنام، وفرضت به الصلاة والصيام، والطواف بالبيت الحرام، خير من أفطر وصام، وخير من سجد وقام، رسول البشرية، ومعلم الإنسانية، ومزعزع كيان الوثنية، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أمَّا بَعْد:

أيها الناس! فإنكم تعيشون الأيام الأخيرة من هذا الشهر المبارك.

شهرٌ رضي الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى عمن صامه وقامه.

شهرٌ فتح الله به أبواب الجنان، وأوصد فيه معامل الشيطان، شهرٌ أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار.

شهرٌ أنفاس الصائمين فيه خيرٌ عند الله من المسك.

شهرٌ يعتق الله في كل ليلةٍ منه مائة ألفٍ ممن استوجبوا دخول النار.

شهرٌ جعله الله عز وجل صلةً بين المذنبين وبينه تبارك وتعالى.

والله عزوجل طلب من المكلفين أن يستغفروه بعد كل عمل صالح، فقال للرسول عليه الصلاة والسلام في آخر عمره: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [النصر:١ - ٣] وقال سُبحَانَهُ وَتَعَالى للحجيج بعد أن قضوا مناسكهم، وانتهوا من أعمال حجهم: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:١٩٩].

فواجبك في هذه الأيام والليالي، أن تعود إلى الملك العلام، وأن تختم هذه الساعات القريبة الوجيزة، التي بقيت من هذا الشهر الفضيل، ومن هذا الموسم الجليل، أن تختم هذا الشهر بالاستغفار والتوبة، علَّ الله أن يقبلك في من قبل، وأن يعفو عنك في من عفا عنهم، وأن يردك سُبحَانَهُ وَتَعَالى إليه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>