للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحلول المقترحة تجاه الإسراف]

إن الحل الأكبر هو فعل محمد عليه الصلاة والسلام، أن نفعل كما فعل -بأبي هو أمي- فهو أغلى الناس وأبرهم وأحلمهم أن نقتصد، ولا تساير الناس في أفكارهم ولا آرائهم بل عليك بما يرضي الله عز وجل، ففي الحديث {من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أسخط الناس برضى الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس} وأما الرسول عليه الصلاة والسلام فتزوج تسعاً من النسوة أو أكثر بعضهن لم يجد ذبيحة واحدة، وإنما قدم زبيباً وشيئاً من شعير، وشيئاً من سويق فأكله الصحابة وتمضمضوا وقاموا يصلون، وزواج آخر وجد ذبيحة واحدةً جمع عليها أكثر من ثمانين من الصحابة، وكذلك أصحابه، لماذا ما تعمل هذه الحفلات في البيوت؟ لماذا لا نكتفي بالقرابة وبالزواج العائلي فقط؟ لماذا نأخذ أموال الناس ديناً في ظهورنا؛ لنباهي الناس ونرائيهم ونفاخرهم؟ أما تكفي الذبيحة والذبيحتان فحسب؟ أليس هذا هو العقل؟ أليس هذا هو الدين؟ وأليس هذا هو الترشيد؟ ومن عنده فائض من المال فمشاريع الخير وأبواب الجنة ثمانية يدخل بماله من أيها شاء من أي باب شاء، أما هذه الأموال التي يصرفها للرياء والسمعة فلا يكفي أن ينجو كفافاً لا له ولا عليه، بل يحاسب بها عند الله يوم القيامة {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:٣٦].

أيها المسلمون: لابد على أهل العقل من الناس أن يضعوا حداً معيناً، ويبدأ فيهم الرشيد منهم، فإنه من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

أسأل الله أن يحفظنا وإياكم من المتالف ومن الأخطاء والمخالفات الشرعية.

عباد الله! صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا} اللهم صل على نبيك وحبيبك واعرض عليه صلاتنا، وسلامنا في هذه الساعة المباركة، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد بين صفوفهم وخذ بأيديهم لما تحبه وترضاه، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم أصلح ولاة الأمور، اللهم وفقهم إلى الحق وإلى العمل بكتابك وبسنتك نبيك يارب العالمين، اللهم انصر كل من جاهد لإعلاء كلمتك ولرفع رايتك.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>